هذا العنوان لا علاقة له بآخر الشعارات النضالية للأغلبية المبطلة وإنما هو دعوه صادقة لمعالجة الخلل البين في إدارة العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة والتي يقنع بعض القادة فيها أنفسهم والحكومة بأنهم قادة مبدعون وإلا لما بقوا لأكثر من ثلاثة عقود أو أكثر قادة في بعض الأجهزة والمؤسسات. فإذا كان الجميع يؤمن بأن مشكلتنا في الكويت ليست بالموارد والإمكانيات بل بالإدارة القادرة والمسؤولة فلماذا لا نتبنى حملة وطنية تخدم هذه الغاية؟! لعل حكوماتنا الرشيدة والمتعاقبة تدرك أن «العلة باطنية» وان استمرار بعض القيادات لسنوات طويلة لا يؤصل خبرة بقدر ما يثير شبهة.
فمنذ أن تأسس علم الإدارة وجميع علماء الإدارة على اختلافهم واختلافاتهم يجمعون على حقيقة علمية واحده وهي ان الهدف من عملية الإدارة هو الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بما يوجهها للاستفادة القصوى منها وهذا ما لا تستطيع ان تحققه إلا قيادة قادرة على التوجيه السليم لتلك الموارد عبر توظيف الإمكانيات وتوزيعها وفق حاجاتها الفعلية.
وتخبرنا التجارب الإدارية الناجحة أيضا والتي بإمكان الجميع رصدها والتحقق منها ان بيئات الأعمال متغيرة تحكمها وتؤثر فيها متغيرات اقتصادية وسياسية او حتى اجتماعية لذلك لابد ان يكون عنصر القيادة قادرا على تكييف بيئة العمل وفقا لتلك المؤثرات وبما لا يتسبب في نقمة الشريحة المستهدفة ولا يؤثر على مستوى أداء العاملين فيها. وإذا ما قارنا كل ذلك في بيئة العمل الحكومي في الكويت وقدرة ونهج عنصر القيادة على قراءة الاستحقاقات المحيطة به نخلص إلى أن بعض القيادات مع الاحترام الواجب لتاريخها وخبرتها تعتمد على طائفة من القناعات تسير من خلالها المؤسسات وهي:
قناعة بعض القيادات بأن الكفاءات الداعمة الحقيقية هي الكفاءة المخلصة للقائد وليس للمؤسسة.
قناعة بعض القيادات بأنها القادرة على التوظيف الأمثل لمواردها المتاحة وبنفس الطريقة الكلاسيكية في الإدارة منذ 30 سنة غير عابئة بالمتغيرات المحيطة.
إيمان القيادات بأن الخبرة في العمل الحكومي مرتبطة بالمدة الزمنية لا بالقدرة على الابتكار والتجدد.
اقنع بعض القادة أنفسهم بأن اللوائح والنظم لا تتيح لهم قدرا كما هو الحال بالقطاع الخاص (عذر العاجز)
قناعة بعض القادة بان الالتزام الوظيفي ومعدل الأداء مقياسه الصحيح هو بصمة الدخول والخروج.
أصبحت القاعدة التي ترتكز عليها الحكومة في التجديد المستمر لبعض القيادات بأن القائد الفذ والقادر هو القائد الذي لا يسرق او يرتشي. «دام ما يبوق خوش قائد وعساه ما أنتج».
إن الدعوة لحملة «نبيك ترتاح» نوجهها للقيادات التي أمضت سنوات طويلة في قيادة المؤسسات والهيئات الحكومية على الا تظن تلك القيادات انها دعوة لإقصاء من خدم الكويت لعقود ولا يظن البعض ان هذه الدعوة تقليل من شأن من نحترم ونقدر من قياداتنا ولكن تعلمون أن دوام الحال من المحال لذلك فهي دعوة الى ان «يقص البعض الحق من نفسه» ويقتنع بأنه قدم أفضل ما لديه ويجب عليه ان يفسح المجال لغيره وهو على يقين بأن القيادي الناجح فعلا هو القادر على ان يصنع القادة عبر قدرته على صناعة الفرص وليس الأعذار فكم هو جميل ان تبقى رمزية القائد إلهاما لمن هم بعده. وسامحونا على الإطالة.
[email protected]