حرصت في الأيام الثلاثة الماضية على أن استطلع رأي أكبر عدد ممكن من «الربع» ممن اتفق معهم أو اختلف، وذلك حول مضمون خطاب ديوان النملان وتجمع الإرادة والذي كان سقفه أعلى من سقف الدستور نفسه فكان البعض يعتقد أن ما قيل كان مقبولا كفكرة ولكن عبر عنه بطريقة وأسلوب خاطئين، ويرى آخرون واتفق معهم أن أسلوب الخطاب لم يكن يهدف إلى تأصيل قيم الدستور والدفاع عن حق الشعب بالحكم، بقدر ما كان استهدافا مباشرا للمقام السامي واستعراض قوة تسبب في نهاية الأمر بحالة سخط شعبي حتى في صفوف وقواعد ما يسمى بالأغلبية.
ولكي أصل إلى نتيجة مقبولة ممكن أن يتبناها الجميع فقد حرصت على سؤال من أتوسم فيهم الحكمة كونهم لا يبنون مواقفهم بتسرع أو الذين يعتمدون في بناء تصوراتهم وقناعاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وملحقاتها أو حتى البعض ممن يحمل السلطة بشكل مباشر مسؤولية ما يجري، والحقيقة أني توصلت إلى استنتاج لا لبس فيه أن الجميع متفق على أن أسلوب الخطاب ولغة التصغير فيه لم تكن مقبولة بل هي مستهجنة عند الجميع، وهذا برأيي ما يفرض علينا جميعا كشعب اليوم أن نعيد النظر في قبولنا لمبدأ الحرية والكرامة الذي يبنى على حقوق وكرامات الآخرين.
وهنا اوجه دعوة صادقة لكل من تطاول على المقام السامي ومن يريد أن يبقى مقتديا بسلوكهم ويدور في فلكهم بأن يقوموا بتصويب ما بدر منهم من خلال الاعتذار المباشر لصاحب السمو الأمير والإقرار بخطئكم في حقه وحق الدستور والقيم الاجتماعية.. أو اعلموا ان سقوط نقطة الحياء عن جباهكم أصبح واقعا يجب التصدي له ومقاومته بكل الصور.
[email protected]