الكثير من المقاطعين للانتخابات القادمة يبني قناعته في المقاطعة على عدم تحقق حالة الضرورة في مرسوم الصوت الواحد ثم إذا بدأت بسؤاله وحواره عن مشروعية صدور هذا المرسوم وفقا لإمكانية نقضه او رده او الحكم بعدم دستوريته، فإنه ينتقل مباشرة لتبرير مقاطعته بأن الصوت الواحد ظالم حيث انه اعتاد على وصول مجموعة من ربعه وجماعته وبسبب هذا المرسوم ستتقلص فرصهم وهذا لا يحقق العدالة، وعندما تثبت له ان تبريره لمسألة العدالة يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص، يبدأ بقضية فساد الحكومة وثلاثين سنة لم نر جامعة أو مستشفى أو.. أو.. وعندما تدعوه الى ان يختار نوابا لمحاسبة الحكومة على هذا التقصير غير المبرر في حق الكويت والكويتيين، ينتقل إلى عدم وجود مرشحين صالحين حسب قناعته، وعندما تسأله عن مفهومه للصلاحية يرد بأن أغلب المرشحين اما قابضون من الحكومة او فهمهم «على القد» ـ مع تهذيبنا الوصف طبعا ـ وعندما تسأله عن امكانيات ومؤهلات الكثير من الأعضاء السابقين يرد عليك بأنه يكفيهم شرفا أنهم يحاكمون الحكومات الفاسدة شعبيا وعندما تسأله عن رأيه في حجم اختراق البعض منهم للقانون والدستور وأن بعضهم تنفع الى ان إصابته تخمة الثروة بالرغم من حمله شعار مكافحة الفساد والتصدي للمفسدين يرد وفق نظرية المقارنة هذه المرة ويقول لك «وليش ما تكلم عن فساد التجار؟»، وإذا قلت له أتفق معك ان هناك تجارا فاسدين ولكن هل تقر بفساد بعض ربعكم عندما عملوا على اغتصاب حقوق الكفاءات وابتزوا الحكومة الضعيفة وعينوا بعض ربعهم (القواطي) وبالأدلة، يرد ويقول: انت قلت «بعض» وهذي شهادة منك انه ليس جميعهم فاسدين، وعندما تسأله هل يقبل بأن ينضوي تحت لواء هذا البعض في مطالباته وصراخه يرد: هذا التطور الطبيعي للديموقراطية، وعندما تقول له ان الديموقراطية وفقا لمرتكزاتها تتعارض مع مطالبات البعض الدينية في تعديل الدستور، يرد عليك: أكيد المشاركون مثلك «ما يبون تطبيق شرع الله» على اعتبار ان كل ما برره يتفق مع شرع الله!
كنت ممن تشرف بلقاء صاحب السمو الأمير حفظه الله الأسبوع الماضي وكم تمنيت ان من يتهمنا بالتبعية كان حاضرا فقط ليأخذ درسا لن يتلقاه في أعتى الديموقراطيات وأكثرها عراقة.. فشكرا صاحب السمو وسنقابل مبادرتك الإصلاحية بالحرص على المشاركة وانتقاء الأفضل عونا لك وتفهما لما أوضحته سموك لنا وما تعهدت به لكل أهل الكويت.
[email protected]