بقلم: علي القلاف
سيدي الوطن أبارك لك عيدك وذكرى تحريرك، واكتب لك اليوم لأذكر نفسي وباقي أبنائك بأنه لا فضل لأحد منا عليك، لا من حمى السور ولا من بنى الدولة ولا أول من وطأت رجله أرضك ولا من صاغ دستورك، فجميعهم أدوا ما يجب عليهم أداءه ليكونوا شعبا لدولة، وقبل ارتضوا ان تحكمهم أسرة التمسوا فيها الصلاح ليتكامل شكل تلك الدولة بأرض وشعب وحكم، فلا يزايد عليك احد ولا تلتفت لمن يتعمد ان يؤذيك بحجة انه يحميك، فمن يحميك يا سيدي هو من لا ينتظر منك العطايا والمنح وهو الذي يسعى للإصلاح وهو متجرد من مصالحه الضيقة والتي اختزلها بمغانم هنا او مكاسب هناك، هو من يناصح أسرة الحكم وهو على يقين ان حدود نصحه لا تخدم طرفا فيها ولا تصب في مصلحة احد أجنحتها، والاهم من كل ما سبق ألا يدعي ان مبررات تحركاته ومشروع عصيانه هو حماية لدستورك وصونا لمكتسباتك، فمن استمات لكي لا تمس دستورك يد تعبث بنصوصه هو ذاته الذي يسعى جاهدا اليوم لنسفه وإعلان البراءة من أهم بنود التعاقد فيه، وتصور يا سيدي تحت أي ذريعة؟ كذبة كبيرة اسمها ربيع.. سيدي الوطن لتكن على ثقة من ان الأغلبية الساحقة من القبائل والعوائل وكل من نال شرف حمله لاسمك في خانة الجنسية يدركون تماما ان الجناة في حقك هم وبكل أسف من اعز أبنائك، وبفعلهم للأسف «أبنائك» تردت أوضاعك وقل بنيانك وتنافس المتنافسون لسرقتك، لكنهم بنفس الوقت يدركون جميعا وبقناعة مطلقة ان المكونات الكريمة التي ينتمي لها بعض من يتعمد الخطأ في حقك هم مجتمعون حماية لهذا البلد وسده المنيع وهم اثبتوا ذلك فعلا لا قولا في سبعة شهور لم تهن لهم عزيمة ولم يحدهم أذى، لأنهم امنوا بعد الله بان الدولة لا تكون دولة الا بهم جميعا، حماك الله ياسيدي كل عام وانت وطننا ونحن جميعا شعبك.