بقلم علي القلاف
خطوة مستحقة وتحسب للحكومة أنها أيقنت أخيرا أن فاعلية أداء مؤسسات الدولة تعتمد على سياسة تجديد الدماء، وأنا لا أشيد بهذه السياسة من أجل التجديد فقط وإنما بناء على ما أفرزه واقع القيادة في العديد من مؤسسات الدولة من ترهل بيّن في أدائها نتيجة لانتهاجها مبدأ «القائد الأوحد» والذي لا يؤمن إلا بفلسفته الخاصة في الإدارة غير مكترث بطبيعة التحديات التي تفرضها عليه بيئة العمل المتغيرة واستحقاقاتها المستمرة، إضافة لطبيعة المستهدفات التي عليه أن يبني إستراتيجيته في القيادة بناء عليها، غير متناسين في الوقت ذاته أن أسلوب قيادة الجهاز الإداري في الدولة ساهم بشكل مؤثر بإيمان هذا النوع من القيادات في أن حدود المطلوب منها هو ما تؤديه من أعمال وما تحققه من نتائج يتسم معظمها بالرتابة وعدم التجديد.
ومع الاحترام الواجب للعديد من قيادات الدولة التي كانت لها محاولات جادة وفي مختلف القطاعات إلا أنها كانت ضحية الفلسفة الحكومية فيما يتعلق بفاعلية القيادة وما هو مأمول منها بناء على مبدأ «المشي جنب الحيط» وهذا ما يمكن أن يجعلها مرتاحة الضمير عما قدمته في سنوات قيادتها الممتدة، فلها منا كل الشكر والتقدير على جهودها وأمانتها، أما البعض الآخر من القيادات والتي تيقنت ألا مفر من تركها لمقاعد الصفوف الأمامية وهي التي مارست نظام «القيادة بالأهداف الخاصة» فهي ما زالت مصرة على أن تنتقم من أي واقع يفرض عليها فبدأت بانتهاج أسلوب «يا مغرب خرب» بأن تعبر عن حقيقتها في آخر أيامها بالقيادة وعبر استنزاف موارد الجهة، فهل يوجد تفسير لقرار أحد القيادات بأن يفتح باب المهمات الرسمية والدورات الخارجية على مصراعية بغية حرق المخصص لها في ميزانية مؤسسته الحساسة وهو الذي كان لا يؤمن طيلة 25 سنة بأن هناك من يستحق؟
انتبهي لذلك يا حكومة، فالبعض ينتقم من مشروعك في الإصلاح عبر ما تبقى له من صلاحية.
[email protected]