أيام قليلة وسيحل علينا شهر ننتظره كل عام بفارغ الصبر.. شهر تتجدد فيه النية، وتكبر العزيمة.. وتخف النفس، وتصحو الضمائر، وتنتعش القلوب، وتعود الإنسانية للإنسان المسلم.
النية أساس الأعمال، ونحن بحاجة إلى الإخلاص في النية في شهر النوايا الحسنة، لتكون أعمالنا خالصة لوجه سبحانه وتعالى، وكما قال عليه أفضل الصلاة والسلام «إنما الأعمال بالنيات».
بنية صادقة، نتوب إليك يا الله، فتقبلنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ووفقنا لكل خير، وجنبنا كل شر، وطهر قلوبنا، وصف نفوسنا، وأعنّا على صيامنا وقيامنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين، اللهم لك الحمد والشكر، رمضان شهر الخير والغفران، فلا تحرمنا من نفحات الإيمان، ووفقنا لطاعتك يا رحيم يا رحمن.
في هذا الشهر العظيم، تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، فما علينا إلا أن نقبل على الخير، ونسأل الله أن يتقبل صالح أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ولا يحرمنا من الجنان، ومن دخول باب الريان.
ندعوك يا الله ليل نهار، اللهم اغفر ذنوبنا، واعتق رقابنا من النار، واجعلنا من عبادك الأخيار، يا رحيم يا غفار.
شهر التغيير فيه نتغير، شهر التميز فيه نتميز، ومن لم يتغير ولم يتميز في هذا الشهر، فأى شهر سيغيره ويميزه؟
لذة العبادة في هذا الشهر لا تساويها ولا تفوقها لذة، فكيف لنا أن نضيعها؟
رمضان الشهر الكريم، الذي أنزل فيه القرآن الكريم، فكيف يمر يوم دون أن نقرأ القرآن؟
لا تحلو الحياة إلا بذكر الله وعبادته، ولن نفلح بالآخرة إلا بعفوه، ولا تطيب الجنة إلا برؤيته، فيا الله أجعلنا في الدنيا من الذاكرين العابدين، وفى الآخرة من المغفورين، ولا تحرمنا من النظر إلى وجهك العظيم، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر.
وكل عام وأنتم بخير.
ali_alrandi@
[email protected]