كلنا يعلم علم اليقين الفرق الواضح بين كلمة حرية وكلمة تحرر ودون الخوض في تفاصيل معنى الكلمتين، فمن وجهة نظري أن الحرية في مفهومها الحقيقي تعني أن تكون حرا فيما لا يؤذي الآخرين.
فلا شك ان هناك أسسا وقيما وتعاليم دينية تربط بين الرسالات السماوية الثلاث، ولا خلاف في أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل رسله لتهذيب النفوس وتطهير الأجساد وتحويلها من تبعية العباد إلى عبادة رب العباد.
أما ما ينبثق عن هذا تحت مسميات أخرى وأفكار غريبة فقد يحيد عن الهدف الأساسي ويظن البعض أنها الحرية، أما حرية الفكر فيجب ألا تطمس الحقائق وتبدل التاريخ وتخالف الواقع وتشذ عن المضمون، وتجعل قلمك وعقلك يتفقان على الخوض فيما يؤذي مشاعر الناس والعذر هو حريه الفكر فلا حرج أن يكون للإنسان آراء وتصورات مستقلة عن آراء الآخرين حول موضوع معين قد تختلف فيه وجهات النظر، ولكن حرية الفكر وحرية الكلام وحرية التعبير إذا ما خالفت الأسس التربوية والمجتمعية والقيم المنبثقة من الإرث الديني لجميع الديانات السماوية، فهي بذلك تعد تحررا لا فائدة منه سوى إحداث نوع من الشذوذ الفكري داخل مجتمع شرقي مترابط فكريا ومتحرر من الأفكار الغربية الدخيلة.
أما حرية الإبداع فالفرق بينها وبين الابتذال الحاصل حاليا شعرة بسيطة متمثلة وواضحة في كمية الأذى السمعي والبصري التي تهل علينا وتقدم لنا من خلال التلفزيون والسينما.
فإذا كان الفجور والانحطاط الأخلاقي موجودين كمنوذج مجتمعي فيجب ألا يقدم بهذه الصورة كعنوان لمجتمع خاصة ان من يقدمونه هم من أسباب انتشاره أصلا، وهذا كله ليس من الإبداع بل هو التحرر الأعمى فأصبحنا لا نعرف طريقة الحوار الموضوعي مع أبنائنا ولا فرق بين الكبير والصغير، فذهبت القيم وتاهت الأخلاق بين صالح وطالح وقل الوازع الديني والسبب هو حرية الإبداع أقصد التحرر في كل شيء.
نسأل الله الهداية لجميع المسلمين.
[email protected]
[email protected]