دائما ما نظل نتأرجح بين حسن الظن وسوء الظن فيأتي كلام الناس باصما بالعشرة أنه سوء ظن، لكن كلمات الأغنية المشهورة لچورچ وسوف تقول «كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر».
نفوس تتحطم وصلات تتقطع وصور مضيئة تشوه ومجتمعات تتردى والسبب سوء الظن وكما قال الإمام علي رضي الله عنه: «من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد».
سوء الظن مهلكة وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه، ذاك الذي يشنع على غيره بسوء الظن لا يشعر بنفسه إلا وهو متلبس بسوء الظن مهما زعم أنه بعيد عن هذا الداء فهو واقع به، فهذا الداء الخفي له دافع من خير ودافع من شر، فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة وذاك يسيء الظن بقصد الخير والعافية وكلاهما في الحقيقة سيئ الظن ولو أن القاصد للخير ما قصد إلا الخير، إلا أن إساءته الظن لربما كان أشد وطئا وفتنة وأثرا ممن أساء الظن قاصدا للشر والوقيعة لأنه من الممكن أن يكون من الموثوق بهم فيكون كلامه مصدقا، ولنا في ذلك مثال حادثة الإفك كانت درسا كبيرا لكل من يقدم سوء الظن على حسن الظن وكانوا من الصحابة.
القلوب لا يعلم بها إلا رب العباد قد يبدو للإنسان شيء فيحمله على وجه سيئ ويكون الحق في الوجه الآخر، فالمسافة طويلة بين ما تراه واليقين 100%، ولكن ماذا لو كان هناك احتمال ضعيف 1% عن الاحتمال القوى 99%.
انظر إلى حرص الشرع البالغ على تقديم حسن الظن على سوء الظن ولذا جاء في الاثر«ادرأوا الحدود بالشبهات» فالشبهات تدرأ الحدود وتعطلها.
إن المؤمن يطلب العذر والمنافق يطلب الزلات وقيل التمس لأخيك ولو سبعين عذرا.
لو وجد الإنسان قولين في مسألة ما أحدهما صريح في المعنى والآخر محتمل يحتمل المعنى الأول ومعنى آخر، فالعدل وحسن الظن يوجب حمله على المعنى الأول الصريح والظلم حمله على المعنى الآخر المحتمل.
[email protected]
[email protected]