يواجه الإنسان صعوبات ومعوقات كثيرة في مراحل حياته المختلفة تستلزم منه الاستعانة بقوة إيمانه بالله عز وجل والصبر في التعامل معها فضلا عن الرضا بقضاء الله وقدره والحكمة في مواجهة الظروف السيئة التي قد تمر عليه، ولكي يتمكن من التغلب عليها بكل ثبات وقوة. وفي مرحلة الشيخوخة التي يحس بها الإنسان كلما تقدم في العمر يجد نفسه عاجزا عن فعل أبسط الأشياء التي كان يقوم بها بكل سهولة ومن دون تعب أو إرهاق في مرحلة شبابه المنقضي، لذلك نرى الكثير من المسنين يتذكرون ويحلمون بعودة أيام الصبا والشباب.
لذا أخذت الشيخوخة الجانب الأكبر من الصعوبة لأن الإنسان يكون في أشد الحاجة للمتابعة والرعاية من عائلته عند بلوغه تلك المرحلة التي لا أرى اختلافا كثيرا بينها وبين مرحلة الطفولة، ففي كلتا المرحلتين يحتاج الإنسان للاهتمام من أقرب الناس إليه، فكل طفل أو مسن يبحث عن الحب والحنان في قلوب أحبائه وأهله، إذ نجد مثلا أن الأطفال يحتاجون لرعاية آبائهم وحنانهم وعطفهم وهذا ما ينمي قدراتهم على العطاء ويجعلهم أكثر إحساسا بالأمان، وفي المقابل نرى عندما يصل الوالدان أو أحدهما إلى مرحلة الشيخوخة والعجز أو يصيبهم المرض يحتاجون إلى الرعاية والكلمة الطيبة التي ترضي نفوسهم وتطيب خاطرهم لاسيما لو كانت من أفواه أبنائهم لتكون البلسم الشافي لقلوبهم وتبرهن لهم عمليا أن تربيتهم والسهر على رعايتهم وتعليمهم لم يذهب هباء. فبر الأبناء بوالديهم في هذه المرحلة العمرية بالذات يكون له وقعه الخاص على نفوس الآباء المترقبة لكل كلمة طيبة وكل عمل يقوم به أبناؤهم لينالوا الرضا.
انه لمن البديهي أن يحس بعض الآباء والأمهات بالقهر ونرى الحزن يملأ قلوبهم ووجوههم عندما يتجاهل أبناؤهم رعايتهم ولا يهتمون بهم أو حتى يسألوا عنهم، إذ نجد بعض الأبناء يهتمون بزوجاتهم وأبنائهم على حساب آبائهم وينسون أو يتناسون والديهم، وهذا ما قد يجعلنا نسأل ونتصور حال هؤلاء الأبناء عندما يتقدم بهم العمر ويصلون إلى تلك المرحلة التي مرت على آبائهم، فبالتأكيد سيلقون المصير نفسه على يد أبنائهم.
هكذا هي الحياة «افعل ما شئت، كما تدين تدان» فمهما اختلفت الحجج أو التبريرات فسوف يحاسبهم الله حسابا عسيرا على أفعالهم، فمن المعروف أن تضحيات الوالدين من أجل إسعاد ورضا أبنائهم تظل مستمرة حتى آخر لحظات حياتهم.
اللهم اغفر لوالدينا واجعلهم شفعاء لنا يوم القيامة.
[email protected]
[email protected]