علي الرندي
في البداية أحب أن أنوه الى مدى الأضرار التي تصيب الإنسان جراء التدخين عموما، سواء تدخين السجائر أو الشيشة، رغم ان هناك قولا خاطئا يقول ان الشيشة أخف ضررا من السجائر، لكن الحقيقة ان ضررها يفوق ضرر السجائر بعشرات المرات.
فالتدخين عموما هو المسبب الأول لكثير من الأمراض المزمنة ومنها مرض العصر الحالي حفظنا وحفظكم الله منه وهو السرطان، فكم من شخص أصابه السرطان وهو في ريعان شبابه والسبب في ذلك هو التدخين وكم من شخص توفي بسبب التدخين، فالأزمات القلبية الحالية معظمها من التدخين.
وقد أوضحت الدراسات المتخصصة ان المقهى هو المعقل الأول لتدخين الشيشة خصوصا بعد التطور الذي لحق بشكل المقاهي وجعلها جذابة للشباب والفتيات، فأصبحت الفتاة لا تجد أدنى مشكلة في أن تجلس في المقهى وتدخن الشيشة، فبعد ان كانت الفتيات والسيدات تحمر وجوههن خجلا عند مرورهن من أمام المقهى أصبحن الآن داخله غير مباليات بأي أعراف أو عادات أو تقاليد.
وإذا ما صادفت يوما وأردت ان تخرج فيه مع اسرتك لتناول الغذاء أو العشاء في احد المطاعم التي تقدم الشيشة فستندهش من كثرة المدخنين في هذا المكان ولكن الدهشة الكبرى هي انك ستجد كثيرا من الفتيات والسيدات في مقتبل العمر وصغيرات السن لم نتعود على رؤيتهن في هذه الأماكن يمسكن بالشيشة وينفثن دخانها في تحد طاغ للأنوثة التي هي شعارهن.
الغريب أيها السادة ان الجنس الناعم أصبح هو الجزء الأكبر الذي يمسك الشيشة فقد أصبح رواد هذه المقاهي والكافيهات من المراهقين والمراهقات الصغار وفتيات الجامعة، حيث أصبح الاختلاط بين الشباب والفتيات هو السمة المميزة لهذه المقاهي فتجد الطاولة الواحدة يجتمع عليها أكثر من شاب وفتاة وهم يمسكون بالشيشة دون وجود رقيب أو حسيب.
ومن الملاحظ ايضا في هذه المقاهي والمطاعم التعارف بين الفتيات والشباب عن طريق تكنولوجيا التلفون المحمول المتمثلة في البلوتوث حيث يقوم الشاب بفتح بلوتوث تلفونه المحمول وكتابة رقمه وارساله للحاضرين في المقهى دون مراعاة لشعور أحد وهذا يحدث بالطبع نتيجة للاختلاط بين الشباب والفتيات، ومن العجيب ان ترى طاولة في هذا المقهى تجلس عليها أسرة كاملة من أب وأم وأبناء وهذا ليس هو الشيء العجيب ولكن العجب العجاب ان ترى كل هذه الأسرة تدخن الشيشة دون مراعاة لوجود الأب ودون مراعاة للعادات والتقاليد والأعراف التي تربينا عليها في مجتمعنا العربي.
ومن الأشياء المؤسفة زيادة استخدام الشيشة في شهر رمضان المبارك فزيادة السهر في هذا الشهر الكريم الى وقت السحور تقابلها زيادة في استخدام الشيشة، فبدلا من السهر في ذكر الله والصلاة، في هذه الأوقات المباركة، نجد ان معظم الناس يتجهون الى المقاهي لتدخين الشيشة، فالمقاهي والمطاعم التي تنتشر فيها الشيشة هي التي تشجع روادها على التدخين.
وفي نهاية مقالتي هذه أتوجه برسالة الى وزارة الصحة وجمعيات حماية البيئة والجهات المعنية والمسؤولة ان تتعاون في منع التدخين داخل المطاعم أسوة بالدول الأوروبية وحفاظا على البيئة وعلى صحة الإنسان، وكذلك أتوجه برسالة الى كل أب وأم وأخ وكل من هو ولي أمر ان يراعي الله في تربية أبنائه وأن يبعدهم عما يضر بصحتهم.
إذن لابد من تكامل الجهود من جهات معنية وولي أمر ورب أسرة لمواجهة خطر التوسع في استخدام الشيشة لما لها من أضرار كبيرة على صحة الإنسان وعلى البيئة التي نعيش فيها.