علي الرندي
لقد وعينا جميعا إلى ما قاله صاحب السمو الأمير بعد ان قرر حل مجلس الأمة السابق وما جاء في خطابه من كلمات شديدة الأهمية أثرت فينا جميعا ومنها «حسن الاختيار» فلقد كان سموه يخاطب أبناء شعبه بأن يحسنوا اختيار من يمثلهم وينوب عنهم ويعرض مشاكلهم ويعمل على حلها.
واليوم وقد قال شعب الكويت العظيم كلمته واختار من يمثله وينوب عنه في مجلس الأمة، فالأمنية التي تمنيناها ونتمناها دائما ان يكون الشعب قد أحسن الاختيار فعلا وان يكون النواب، وكذلك النائبات اللاتي اختارهن الشعب لأول مرة ليصبحن نائبات في البرلمان، عند حسن الظن بهم وعليهم ألا يزعزعوا هذه الثقة التي نالوها من اخوانهم المواطنين.
ولعل ما لاحظناه جميعا في خطاب صاحب السمو الأمير الذي ألقاه أثناء أداء اليمين الدستورية لنواب المجلس والوزراء الجدد وما شد انتباهي هو تلك الأمنية التي تمناها سموه ونتمناها جميعا وهي ان يستمر مجلس الأمة في مدته الطبيعية وهي الأربع سنوات القادمة دون ان يحدث أي تغيير أو مشاكل تطرأ عليه. فلقد دعا سموه الى وضع حد للأزمات التي هيمنت على المشهد السياسي في الكويت وان يتم التركيز على التنمية الاقتصادية، فلقد دعانا سموه الى فتح باب الأمل والتفاؤل والثقة المستحقة لتجاوز المرحلة السابقة بكل تبعاتها وآثارها وفتح صفحة جديدة عنوانها «بناء الوطن»، وكذلك التفرغ للعمل البناء للنهوض ببلدنا الى المكانة التي تستحقها الكويت ويستحقها شعبها.
لهذا لابد من تكاتف جميع الجهود والامكانيات وتفعيل دور كل شخص في المجتمع سواء كان قائدا أو مسؤولا أو نائبا أو أي شخص غيور على مصلحة وطنه وأن يتم تغليب المصلحة والمنفعة العامة على المصالح والأهواء الشخصية التي تعمل لحسابها فقط، وتنظر الى تحقيق مصلحتها فقط دون النظر الى رفعة وعلو شأن وطننا الحبيب.
نأمل جميعا بث روح الأمل وان يكون هذا الوقت هو أوان التغيير وأن يتم التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتطوير العلاقة بينهم لمعالجة التغيرات والاختناقات التي تعرقل مسيرة العمل الوطني، وتهدئة الأوضاع السياسية ودفع عجلة البرلمان نحو تبني وجهات توقعية تجنب نوابه أي تصعيد قد يدفع إلى حل آخر سيكون في كل الأحوال بلاء على البلاد.
وفي النهاية فإن الناخب الكويتي قد وجّه رسائل بصوت عال ومدو داعيا إلى التغيير بشكل غير مسبوق. لذا لابد من استيعاب جميع الدروس السابقة من طرفي المعادلة السياسية في الكويت، البرلمان والحكومة، وتوافر النية الصادقة في التعاون من أجل التغيير وتغير النهج وتجاوز الماضي السياسي المحبط والنظر بعين الأمل والتفاؤل إلى مستقبل أفضل وتلبية دعوة وأمنية صاحب السمو الأمير والتي هي أمنية كل شخص غيور على مصلحة وطنه وبلاده.