بعد افتتاح دور الانعقاد الثالث نتمنى من الله تعالى أن يوفق السلطتين لما فيه خير وصالح البلاد، وعلى السادة النواب وأعضاء الحكومة الأخذ بما احتواه النطق السامي من توجيهات فلن تكون السفينة في سيرها آمنة إلا بتنفيذ تعليمات ربانها.
أما الملاحظة التي تتكرر سنويا في افتتاح كل دور انعقاد فهي عدم ارتداء البشت من بعض السادة النواب، علما بأن البشت هو المكمل للزي الرسمي وتلك من المناسبات الرسمية وكانت بتشريف صاحب السمو حفظه الله ورعاه، لذا يرجى من الإخوة الكرام في كل مناسبة يتواجد فيها سموه تقديرا واحتراما أن يتحلوا ببشوتهم فليس من الأصول أو المقبول عدم ارتدائه هنا وارتداؤه عند لقاء أمراء وشيوخ دول الخليج.
فنحن دائما نردد المثل القائل «اكل ما تشتهي والبس ما يعجب الناس» فالذي يعجب الناس في المناسبات الرسمية هو بشتك على ظهرك لتجمله ويجملك.
احترام النظام
شرع البرلمان الفلبيني قانونا يجرم من يخطئ أو يبطئ بعزف السلام الوطني بغرامة 2000 دولار، ويبين ذلك مدى حرص نوابه على النظام الذي هو أساس وجوهر الحياة العامة واستقرارها، وعلى أهمية التكامل والتعاون مع السلطة التنفيذية وحينما نقارن بين ما يقوم به نوابهم، وما يسعى إليه بعض نوابنا للأسف بالقفز على القوانين وعدم احترام النظام يتجلى لنا مدى الخيبة التي نعاني منها، وبالتالي لن تقوم لنا قائمة إن استمر الوضع على ما هو عليه، ولا تتقدم الأمم الا بتعاون سلطاتها وبحرصها على تطبيق القانون، ونحن نتمادى في تجاوزاتنا، ولن نحصد في النهاية الا خيبة الحاضر وظلمة المستقبل إن استمررنا على هذا الحال لا قدر الله.
القدوة
«القدوة» هو من يحمل الصفات التي ترغمنا على محبته والإعجاب به لننهج نهجه، ويكون مثالنا الأعلى لنطبق ما نستطيع من أقواله وأفعاله، وأعظم القدوات هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة المطلقة، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
وغالبا ما يكون للإنسان قدوة حسنة، تعلق بذهنه وتكون المؤثرة في حياته، وليس بالضرورة أن يكون أحد الأقارب فقد يكون من الغير أيضا.
والأسوة أو القدوة نوعان، حسنة وسيئة، وإن أردت أن تحمل الأولى، يجب أن تتوافر بك الصفات أعلاه، أما السيئة فهي التي تتوشح بالسلبيات وتنفر منها الأنفس، لذا فإن القدوة إما أن تكون حسنة أو لا تكون.
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)، وقال تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).
والملاحظ أن من كانوا يفترض فيهم أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم بتصرفاتهم وأفعالهم هم أبعد ما يكونون أهلا لها، وهو ما ينطبق على بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قدوة حسنة عكس ما يسطره واقعهم.
سائلين العلي القدير أن يلهمنا سواء السبيل إنه سميع مجيب الدعاء.
نائب المدير
وكلاء المدارس الأفاضل ـ وهي التسمية القديمة لهم ـ يتم اختيارهم من المدرسين ذوي الكفاءة والخبرة، والملاحظ بعد تفرغهم للعمل الإداري يبتعدون عن التدريس ما يمثل خسارة علمية كبيرة للطلبة الذين يحرمون من الاستفادة من عطائهم في مجال هذه المادة او تلك.
فيا حبذا لو تم تكليفهم بتدريس حصة أو حصتين بجانب عملهم أسوة بعمداء الكليات الذين يتولون تدريس المواد المتعلقة باختصاصاتهم بحيث يتمكن الطلبة من تحصيل الجانب العلمي والاستفادة من الخبرة المتراكمة لديهم.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا