استقالة الشيخ جابر الخالد جسدت مدى المسؤولية الكاملة التي تحلى بها طوال مدة تكليفه بمهامه وحرصه التام على تطبيق القانون، فكانت ثقته بنفسه حاجزا منيعا امام فيضان الضغوط والابتزاز الذي مورس تجاهه، لم يقبل الا بالاصلاح طريقا وحيدا لمكافحة الفساد الذي حاول البعض ان يعزز من مكانته ليتسنى له تمرير مصالحه.
وستبقى سيرته عطرة مليئة بالانجازات والاحداث التي ختمها بتحمله مسؤولية اخطاء وتجاوزات غيره وقدم استقالته مبرهنا على ان المنصب لا يعنيه بشيء امام مصلحة الوطن، فسد الذرائع على من يسعى لاستغلال الاحداث وتأجيجها، وانا على يقين انه لو استمر في منصبه لسعى جاهدا في استكمال مسيرة الاصلاح التي بدأها وسيكملها بأمانة الشيخ احمد الحمود، الذي هو احد ابناء وزارة الداخلية، وان كان الوضع والظروف قد اختلفت ولكن الامل معقود على خبرته وحنكته في التعامل مع الاحداث والقضاء على الواسطة وعناصر الفساد واستكمال مسيرة الاصلاح التي بدأها سلفه فهو رجل يشهد له تاريخه بنظافة اليد ومواقفه الوطنية الراسخة التي ستشكل مدادا من العطاء لوزارة الداخلية بما يعزز من الامن والامان والاستقرار لوطننا الحبيب، متمنين له التوفيق والعون من رب العالمين.
مصر العروبة
جهورية مصر العربية تاريخ من الحضارة ومنارة للعلم ومبعث للاعتزاز والفخر، لما لها من مكانة دولية واقليمية وعلاقات قامت على الاحترام المتبادل بينها وبين جميع الدول.
وما حصل في مصر خلال الايام الماضية من صدامات ووقوع قتلى وجرحى من ابناء الشعب جعل القلوب حزينة، ومما زاد من الاسى واللوعة ما آلت اليه الامور من احداث عندما قام الشباب بثورتهم للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفقر والغلاء، الذي هو حق لا يمكن انكاره، ولكن هذه المطالبة المشروعة وجدها البعض فرصة ليعمم الفوضى التي تسببت باراقة الدماء وسقوط العديد من الجرحى من قبل بعض العناصر المأجورة لبعض المنتفعين، فمصر كانت ومازالت درع العروبة بمواقفها المشرفة مع جميع الدول العربية، وموقفها مع الحق الكويتي موقف مشرف لن ننساه طيلة الدهر وعلاقة سيادة الرئيس السابق محمد حسني مبارك باخوانه امراء وملوك الخليج قائمة على التقدير والاحترام خاصة مع المغفور له الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته، وزادها حبا وترابطا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، لما لسيادة الرئيس من محبة وتقدير في الاوساط الدولية والعربية والاسلامية، ونستذكر ما قام به من خدمة الشعب المصري طيلة ثلاثة عقود من الزمن عمل من اجلها الكثير وحقق لها نعمة الأمن والاستقرار، الا ان ما قام به البعض من تعامل بطريقة غير حضارية بالاساءة لرمز مصر والتلفظ بالفاظ غير لائقة لزعيم من زعماء الأمة ونسيان ما قدمه من تضحية وعمل وجهد خلال فترة رئاسته لهو يمثل النكران وعدم الاحترام.
وبعد ان نجحت ثورة الشباب المصري نسأل العلي القدير ان يديم على مصر نعمة الامن والامان وان تعود كما عهدناها واحة استقرار وامان مصداقا لقوله تعالى: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
الكلمة الأخيرة
أتمنى من السادة كتاب الزوايا ان يراعوا ضمائرهم عند ردودهم على مقالات الآخرين، والا يبالغوا في النقد ويكتبوا ما لا يقال، لان الامانة الصحافية توجب عليهم احترام عقل القارئ وتلزمهم بذلك، أما عن نفسي وما سبق ان طرحته من مواضيع في هذه الزاوية فهدفي منه مصلحة بلدي كما هو العنوان الرئيسي للمقال الاسبوعي «الوطن ثم المواطن» فليس لي مصلحة مع الحكومة ولا توجد اي خصومات مع السادة النواب ولا خلافات مع الاخوة الكتاب، ومن البديهي ان يتعارض بعض ما اطالب به لمصلحة الكويت مع مصلحة المواطن، لاتلقى الردود من قلة من الزملاء بالتحريف والتشكيك وانتزاع العبارات من سياقها وبترها لتعطي معنى آخر غير المقصود، والمبالغة باضافات لم يتضمنها ذلك المقال كالحديث عن الضرب الذي لم يفهمه البعض كما اقصده، وغيره من المواضيع التي ترجمها الآخرون وفق تصورهم، علما بأن الرحمة والرأفة ومحبة الناس هي البذور التي زرعها في قلوبنا المغفور له امير القلوب، فالمعذرة على اي اساءة فهمها البعض دون قصد مني من أي مقال تم نشره.
أما من يظن انه قد اساء إليّ، فأستعين بالصبر مرددا قول المولى عز شأنه: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)، وأتخذ من السماحة سبيلا، كما قال الشاعر:
أيقنت ان من السماح شجاعة
وعلمت ان من السماحة جودا
وأختم مقالي الاخير بالشكر لمن تابع، ومن عارض وانتقد، والشكر موصول للصحف التي فتحت صفحاتها لاحتل احدى زواياها لاكثر من اربع سنوات وهي وفق الحروف الابجدية «الأنباء، والسياسة، والشاهد، والنهار، والوطن»، متمنيا الصحة والعافية وطول العمر للجميع، وللكويت الاستقرار والامن والامان.
«رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا».