تتقدم المجتمعات البشرية على مستويات مختلفة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تقنية، ولعل اليوم يسهم الجانب التقني في تغيير أنماط العلاقات الاجتماعية في تقريب المسافات والارتباط بين أفرادها، وكذلك الاتصال بين الشعوب والحضارات المختلفة، لذا أصبح لدينا العديد من عناصر الانفتاح الثقافي تجاه القيم المختلفة في مجتمعنا، ففي الغالب تحمل مواقع التواصل الاجتماعي قيما وأفكارا جديدة قد تكون بطابع إيجابي أو بطابع سلبي.
القيم الاجتماعية معتقدات نتمسك بها، وتحددها الثقافة، وهي اداة للحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار بالمجتمع، ولعل أهم ما يهدد قيمنا الاجتماعية اليوم تغيير المواقف والاتجاهات المعرفية والسلوكية وانتشار الكثير مما يطفو على السطح من حملات إشهارية لأفكار لا تتناسب مع مجتمعنا أو نشر محتويات صحية قد لا تتوافق بالأساس مع احتياج المجتمع وتنشرها بشكل أنها حاجات ضرورية بينما هي أمور ثانوية لا تقدم ولا تؤخر لصحتنا، كما يلعب الإعلام الاجتماعي دورا في تشويه بعض مبادئ الدين أو الاستهزاء ببعض المواقف والاتجاهات لتضمينها بأسلوب فكاهي فتصبح القيمة العليا في منظور المجتمع قيمة دنيا بسبب الترويج لها على منصات الإعلام الاجتماعي، وأبرز ما نفقده اليوم هو غياب صورة القدوة على منصات الإعلام الاجتماعي فكل من يجمع المتابعين قد يكون قدوة لأطفالنا وجيل المستقبل.
الخطر الذي يهدد مجتمعاتنا العربية هو أن محتوى الشبكات الاجتماعية ينتشر على أسلوب التكرار والاعتياد على أن هذا الأمر ظاهرة اعتيادية فتتغير توجهات وأسس المجتمع بطريقة تدريجية، كما ينعدم دور الأسرة في توجيه أبنائنا والحفاظ على الأخلاقيات والقيم والتوعية في مجال الخطر الذي يواجه الأبناء من الاتجاه للاستخدام المفرط للتقنية وقنوات التواصل الاجتماعي على حساب العلاقات الأسرية والمجتمعية. حتى لا نفقد قيمنا، علينا أن ننتبه لكل مستجد على أنه أمر يستحق التوقف وفهم ضرره قبل منفعته.
[email protected]