كلنا نحاول أن نكون أشخاصا فعالين أكثر من أي وقت، ننجز العديد من المهارات، نسعى لأن نتعلم أفضل تعليم ونعمل بأفضل وظيفة، ولكن أن يدخل النجاح في امتلاكنا وتباهينا فقط لأننا متواجدين بحساب عبر التواصل الاجتماعي ونعتبر ذلك نجاحا فهذا خطأ، لأن هذا نسميه استخداما أمثل للوسيلة وليس نجاحا إلا لو تميز الشخص في محتواه وحقق محتوى مضافا لتخصصه ومجاله، وبرز ذلك على استفادة الجمهور له ولما يقدمه بشكل أوسع، مشكلتنا في أننا لا نفرق بين الناجح المنجز ممن لديه أخلاقيات التواصل والقيم والرسائل الواقعية وبين الشخص المستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي دون إضافة شيء يذكر، البعض نرى تناقضا حينما نراه بتعاملنا البسيط نرى عكس المبادئ التي يروج لها البعض والتصفيق حوله، لنكتشف أن قربه من الآخرين كان ولا يزال بتصوير اللحظات التي يمر بها عبر يومياته، أو أنه حصل على شهرة وفرصة جعلت الناس تلتف حوله وتتابعه.
إن الصورة الذهنية لكلمة النجاح والإنجاز في التواصل الاجتماعي أصبحت سطحية جدا، أحد الأصدقاء يذكر لي شخصا شارك بسباق جري، تمضي الأيام ليظهر أنه بطل رياضي رغم أنه لا يحب الرياضة ولكن ساعده هذا السباق في ظهور اسمه بينما تصرفاته وحياته بعيدة عن الحياة الصحية والرياضية، والأمثلة كثيرة على مظاهر خادعة وأشخاص لا تصل طموحاتهم للعالمية.
المنجز قدر على تحدي الكثير، لا يسعى لشهرة الإعلام بقدر ما يفتخر بما أنجزه بمجاله واستفاد منه مجتمعه قبل أن يستفيد نفسه بإظهار ذاته، هم أشخاص لديهم قيم واضحة وأهداف لا تتجاوز قيم المجتمع، نريد أن نقدم فعلا قدوات بالتواصل الاجتماعي وليعتبرهم الجيل القادم ضمن قدوات لهم، يستفيدون من خبراتهم بل ويسعون لأن يصلوا أفضل منهم.
[email protected]