واجهت مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة تجاه حذف فيديو لشخص أطلق النار على مسجدين في نيوزيلندا باستخدام كاميرا رقمية وربطت ببث على صفحته في الفيسبوك قبل 20 دقيقة من الهجوم نشر منتدى 8 تشان - أحد المنتديات لليمين المتطرف- على روابط صفحة الجاني وإعلان أنه يحضر لشيء ما على صفحته مع وثيقة لخطاب مليء بالكراهية، الوثيقة حملت عبارات مشهورة على الإنترنت من أجل تشتيت الناس وكانت معظمها عبارات عدائية، وبعدها أكد الجاني لجميع متابعيه ضرورة متابعة قناة متطرفة على اليوتيوب وأرسل رسالة بريدية إلى رئيسة وزراء نيوزلندا، ذكر فيها أنه بصدد عمل إرهابي مرتقب قبل 10 دقائق من توجهه للمسجد الأول، وخلال بث الفيديو ذكر الجاني العديد من الكلمات العدائية واستمر البث لمدة 17 دقيقة متواصلة، ولكن هذا الحادث لم يعد الأول الذي لم تتدخل فيه فيسبوك بوقف استخدام الجانب التقني في نشر الإرهاب والعنصرية بين الآخرين بل سبقته حوادث أخرى لم تقدر الشركة على مواجهتها، وبعد بث الفيديو حذف الفيسبوك كل المحتويات بطلب من الشرطة النيوزلندية وبعدها تويتر ويوتيوب والذي تجاوز عدد المقاطع المحذوفة لأكثر من مليون ونصف المليون مقطع فيديو.
التعاطف الذي بدأ من مواقع التواصل الاجتماعي ظهر واضحا في الإجراءات السريعة لحذف المحتوى غير الملائم، وتعهدت فيسبوك بحذف جميع أعمال الدعم والإشادة لمنفذ الهجوم بمجرد وجودها.
إن حذف الفيديو إجراء صحيح من مواقع التواصل الاجتماعي ولكن الأصح أن تساهم هذه المواقع في وقف مثل هذه الهجمات والأرواح البريئة والافتخار من أصحاب إيديولوجيات سامة وعنيفة، إن معالجة سلوكيات الأشخاص في التواصل الاجتماعي تحتاج للكثير من الوقت والجهد وأيضا للتوعية من رفع مستوى العنف والإرهاب تجاه الآخرين، إن هذا الحادث وأي حادث يدعو للتطرف والعنف والافتخار بذلك في منصات التواصل الاجتماعي يتطلب جهدا مجتمعيا في الإبلاغ عن هذه الحسابات والتصدي لها وتتطلب وعيا وعدلا قانونيا من المختصين في عدم السماح لمثل هذه المحتويات بالانتشار.
[email protected]