Note: English translation is not 100% accurate
لجنة مكارثي السبتمبرية!
الاثنين
2006/9/11
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 2185
بقلم : عامر الهاجري
عاد 11 سبتمبر كما هو كل عام منذ 5 سنوات يثير مشاعر الغضب والحقد ضد الإسلام والمسلمين من قبل المنظمات والمؤسسات الإعلامية الغربية التي وجدت في أحداث هذا اليوم مبررا مناسبا وسببا منطقيا لتوجيه كل التهم لديننا الحنيف الذي هو بريء مما فعل مخططو ومنفذو العمليات الإرهابية.
قتل في هذا التاريخ أكثر من ثلاثة آلاف شخص مدني، واضطر رئيس الولايات المتحدة الاميركية الى الاختفاء لمدة يومين وتسليم السلطة مؤقتا الى نائبه، كما منعت الطائرات من التحليق في الأجواء الأميركية لمدة ثلاثة أيام وأُعطيت الأوامر لإسقاط أي طائرة تحلق خلال حظر الطيران.
وبعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة بدا سبتمبر بعد 2001 في كل عام «غير»، وأحس الأميركيون بالإهانة وبجرح كبير أصاب كرامتهم وسمعتهم وكان لابد من علاج نفسي لهذا الشعب الجريح ولقادته وظهر مصطلح جديد أطلقه الرئيس جورج بوش ضد ما اعتبره إرهابا «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، وأصبح اسم بن لادن أشهر من النجوم الخمسين التي تزين العلم الأميركي، ورصدت المكافآت الضخمة لاعتقاله، ودمرت أفغانستان للقبض عليه، وأغلقت الكثير من المؤسسات الخيرية الإسلامية في العالم بزعم انها تدعم الإرهاب.
لا يؤيد الكثيرون زعيم تنظيم القاعدة، لأنهم يعتقدون انه بفعلته هذه قد أضر بالإسلام وساهم برجوعنا الى الخلف اكثر من مائة عام، كما أدت أعماله الإرهابية الى تضييق الخناق على المسلمين في أرجاء العالم من أقصاه الى أقصاه، وأصبح الإسلام تهمة تسبب لصاحبها الكثير من المضايقات والشبهة، وأصبحت اللحية مرادفا للقنبلة ومثل الجمرة على وجه صاحبها تحرقه سواء في بلده أو في الغرب.
ما فعله بن لادن وجماعته مناف لكل الشرائع السماوية والقيم الانسانية، ولكن هل كانت ردة الفعل الاميركية مسايرة لهذه الشرائع والقيم، أم أن كل شيء مسموح به في الحرب والحب، وهو عذر قد يستخدمه الجميع.
دمرت القاعدة برجي التجارة وأزهقت أنفسا بريئة ليس لها ذنب، اللهم إلا انها كانت موجودة في البرجين أو حولهما، ومات بشر فقط لمجرد أنهم موظفون في الپنتاغون، وبالمقابل أسقطت واشنطن نظام طالبان، وذهبت ضحية هذا العمل أيضا أنفس بريئة، وأنشئت معتقلات علنية مثل غوانتانامو وسرية في أرجاء العالم مورست فيها كل الأساليب من أجل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي وبدون أي حقوق لمعتقلين قد يكون بعضهم بريئا ومشكلته الوحيدة انه كان ضمن الفاتورة التي يجب أن تدفع ثمنا للعلاج النفسي للشعب الأميركي!
ولم تجد الحكومة الأميركية معارضة بحيث تمنعها من ممارساتها لأن مواطنيها وإن كانوا يؤمنون بالدستور والحرية إلا أن هذا الإيمان يظل في نطاق أراضي الولايات المتحدة، ولعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان وموقف بوش ووزيرة خارجيته منها دليل على أنه كما يقول البدو «في جنب غيري كأنه في الطين» وما دام الدمار لا يصل الى نيويورك أو واشنطن أو أي ولاية اخرى فلا مانع من قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية لبلد من أجل القضاء على حزب أو مقاومة لا تريد إلا تحرير أرضها وإعادة بعض الكرامة التي فقدناها منذ زمن بعيد.
الله يسامحك يا بن لادن، لقد أحييت بفعلتك الإرهابية والشنيعة في سبتمبر ما كان يعرف في الخمسينيات بلجنة مكارثي والتي تحول مسماها في القرن الواحد والعشرين الى لجنة بوش ورامسفيلد وكوندوليزا رايس.
اقرأ أيضاً