أمينة العلي
مهرجان المسرح لهذا العام، وفي دورته التاسعة، تميز بالكثير من المزايا، أولاها أن الافتتاح ابتعد عن التقليدية، بل كان جديدا ومميزا، ومنذ اليوم الأول من تظاهرة مهرجان الكويت المسرحي بدأت العروض المسرحية باجتذاب الجمهور بقوة حتى انه في بعض العروض لم يكن هناك كرسي واحد فارغ، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على حضور المناقشات التي تدور عبر الندوات التطبيقية التي كانت تقام بعد العروض مباشرة.
مهرجان المسرح لهذا العام ألاحظ فيه ثراء البدايات وتطورها، بالإضافة إلى انه مهرجان منظم يبرز الروح المسرحية الحميمة للكويت ولنخبتها الممتازة من الفنانين والكتاب والمفكرين، كما إن مجرد أن يكون هناك مهرجان للمسرح في أي دولة عربية أو خليجية فهذا بحد ذاته اعتراف بوجود المسرح.
الغاية من إقامة مثل هذا المهرجان هي اللقاءات المفتوحة بين الفنانين والمثقفين العرب، ومما يلفت النظر أن هذا المهرجان تميز بالتنظيم الذي افتقده في السنوات الماضية، كما أن عروض المهرجان كانت محددة، وهي ميزة أخرى، بالإضافة إلى أنها طرحت أسماء جديدة وشابة سواء في مجال الإخراج أو التمثيل أو التأليف وأيضا الديكور.
لا شك في أن حضور هذه النخبة من الفنانين والمبدعين والنجوم العرب إلى جانب الأدباء والإعلاميين لمصلحة المهرجان وأيضا لمصلحة الكويت التي تقدر الإبداع وتكرمه.
المهرجان أخذ موقعه على خارطة المهرجانات العربية وفتح نافذة لإبداع الشباب، لكنني لاحظت ومن خلال حضوري يوميا بالمهرجان انه لا توجد مساندة أو مشاركة من الرعيل الأول المبدع، وهذه طامة كبرى ستتشكل سلبياتها وتداعياتها في المستقبل القريب بصورة تفوق سلبيات كثيرة، وإنني من منطلق الحرص على نجاح مثل هذه المهرجانات أقترح أن تكون هناك مسابقة للعروض المسرحية على مستوى المحافظات لإغناء الحركة الفنية المسرحية بحيث تقدم كل محافظة عرضا مسرحيا من خلال مراكز الشباب فمثل هذه الخطوة تغذي الحركة المسرحية عندنا.
وأيضا كان بودي لو يقوم التلفزيون بتسجيل الندوات كاملة وكذلك العروض المسرحية حتى يكون ذلك مرجعا فيما بعد، كما تمنيت مشاركة المسرح المدرسي وتشجيعه على مثل هذه المشاركة لأن وجوده أمر حيوي لأن المسرح المدرسي هو المنبع الأساسي للحركة المسرحية.
كما أتمنى من المجلس الوطني أن يحرص على توفير محطة خاصة من المحطات التلفزيونية الأربع في الكويت لعرض مثل هذه الأنشطة وبثها على الهواء مباشرة، كما أن إقامة مثل هذه المهرجانات ضرورية باعتبارها ملتقى للمبدعين في مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث يصبون فيها همومهم ويرصدون قضاياهم ويتبادلون آراءهم.
إن هذا المهرجان يعتبر مكسبا للفنان في منطقة الخليج وعلينا جميعا مسؤولية كبيرة في المحافظة عليه، ويكفي أن هذه التظاهرة جمعت الفنانين الكويتيين والعرب على طاولة واحدة، وأيضا بثت روح التنافس بين الفنانين الكويتيين من مخرجين وكتاب وممثلين.
أبارك للمجلس الوطني ممثلا بأمينة العام بدر الرفاعي ومديرة المهرجان الرائعة كاملة العياد بهذا النجاح الباهر، وأتمنى استمرار إقامة مثل هذه المهرجانات لإثراء الساحة الفنية لأنها ترسخ الحالة المسرحية الكويتية وتبرز واجهة ثقافية مهمة للكويت ومنطقة الخليج العربي، كل هذا في الحقيقة ايجابيات لا تقدر بثمن وتؤكد ريادة الكويت الثقافية.