أمينة العلي
في قانون الشرق المتخلف الرجل من حقه ان يعدد مزاياه مثل الشجاعة والوسامة والكرم وخفة الظل والشهرة والقوة، ولكن المرأة ليس من حقها ان تتحدث عن اي شيء فيها، ذلك هو القانون الذي لم استطع يوما ان افهمه لم أقدر في لحظة ما على استيعابه استوعبه، الرجل تعود كل شيء واي شيء، والمرأة مسكينة لا تقول ولكن يقال لها، يقول الرجل ان شريكة حياته يجب ان تفهمه، تسمعه، لا تعارضه، تطيعه، تنفذ اوامره (أي انه سي السيد) دون اي شد او جذب، لا تضيع وقته ووقتها في مناقشات لا معنى لها، شريكة حياة الرجل يجب ان تطيعه طاعة عمياء.
عجيب امركم ايها الرجال، لماذا تعجزون عن التمييز مهما كبرتم وشهد لكم الجميع بالذكاء والحكمة رغم ذلك تبقى لديكم خصلة من الغباء، وكأنكم تستلذون بها وتصرون على موقفكم.. ما دعاني لاكتب ذلك عن الرجل هو انني رأيت زميلة لي بالعمل لمحتها عن قرب شديد تتمزق في بوتقة سوداء تنهار تتكسر تحاول بشدة حتى تحصل على حقها، انها تريد نيل حقها من الحياة انها تريد ان تحيا حياة كريمة، فلقد تعبت من حياة الجحيم الاسود، تعبت من انانية وسيطرة الرجل عليها، انها زوجة لرجل يعيش وسط غابة من الجنون المفرط، فهو لا يدع امرأة دون ان يعترض طريقها ويضايقها ويبحث عنها، ثم بعد ذلك يفتش عن امرأة اخرى تحبه اكثر، وكأنه اصيب بغشاوة على البصر وتبلد بالاحاسيس تجاه زوجته اي انه يريد زوجة 3x1 زوجة تحبه وتكون اما لاولاده، وزوجة هو يحبها وزوجة تحن عليه وتعامله كما كانت تعامله امه.
يجب ان يعرف الرجل ان كلا من المرأة والرجل له كيانه وكينونته، المرأة لها حقوق وعليها واجبات والرجل كذلك، والذي يدرك حقوقه ويعرف واجباته اي يعلم ما له وما عليه، سيسعد كل السعادة ويرضى كل الرضا عن اداء واجبه والحصول على حقوقه، والمؤكد ان كليهما يعرف انه لا مساواة بينهما، فكل منهما له طابعه وتكوينه وسلوكه وتفرده، وميادين الحياة ومجالاتها كثيرة ومتنوعة، منها ما تنبغ فيه المرأة وفي بعضها يبرع الرجل، واذا جمع بينهما الاحساس الطيب والحب الصادق ازاح عن طريقهما العناد والمنافسة وذلك الصراع الوهمي المسمى المساواة.
وعلى المرأة ان تعلم انها حصلت على جزء بسيط من حقوقها وما كانت تحلم به، وما كان يداعب خيالها ستحصل عليه بالقريب العاجل ان هي ارادت ذلك.
من ابرز صفات الزوجة الصالحة قدرتها على التضحية وان تتحمل زوجها رغم عيوبه، لان الورقة الكبيرة وزمام امور حياة اسرتها في يدها، فمهمة بناء الاسرة امانة في عنق كل زوجة وام صالحة بالكلمة الحلوة والحكمة والتصرف الصحيح والتفاني في اداء واجبها ستساهم في المحافظة على كيان اسرتها.
لان مصلحة الاسرة هي من مصلحة الوطن التي لا تتجزأ، وهذه حقيقة واقع نعيش خلاله وداخله، اذا عدل القانون وعوملت المرأة مثلما يعامل الرجل واصبحت تقول كل شيء وليس يقال لها، لعادت اليها ثقتها بنفسها واصبحت فرحة.
ترتسم على شفتيها البسمة، نعم تعود كما تحب هي ان تعود، المرأة الصالحة تقبل على الحياة بالتفاؤل والطموح اذا وجدت من يفهمها ويقيمها ويحترمها ويحبها لذاتها.