أمينة العلي
قرأت رسالة على الايميل الخاص بي، تقول صاحبة الرسالة:
تزوجت رجلا كنت لا ارى بيني وبينه اي تكافؤ، فهو غني وانا متوسطة الحال، هو خريج جامعة وحاصل على الدكتوراه، وانا لا ازال في المرحلة الثانوية، فضلا عن غير فارق العمر بيننا، لكن مع مرور الايام احببته وشعرت بزوال كل تلك الفروق، ومنحني الحب والحنان اللذين كنت بحاجة اليهما بعد وفاة والدي، وبعد الزواج صارحني بانه لم يخبر والديه بزواجنا لأنه خائف منهما لأنهما خطبا له ابنة خاله الثرية فصرت تائهة، لا ادري ماذا افعل، طلبت منه الطلاق ورفض باصرار، وطلب مني ان نسكن عند اهلي مؤقتا ريثما يدبر شؤونه الخاصة، ومضت على زواجنا سنة، ثم علمت انه تزوج من ابنة خاله وسافر معها الى احدى الدول الاوروبية، فألححت على الطلاق، ووافق على أن يتم ذلك بعد عودته، وحينما عاد رجع في قراره ورفض بحجة انه يحبني، وصدمت مرة اخرى فيه حينما علمت انه كان على علاقة بانسانة اخرى قبل معرفته بي وتزوجها ولم يخبرني، اي انه تزوج قبلي وبعدي، عشت في بؤس وشقاء اتساءل في نفسي لماذا تزوجني؟ صرت اكرهه، ولم انجح في اقناعه بتطليقي، فقد اخبرني انه يجد متعة في العيش معي، ولا يريد ان يتركني ليهنأ بي آخر.
ومما زاد من عذابي انه انجب من ابنة خاله وانا الآن حامل وفي شهري السادس، ومنذ ان حملت يصر على ان اسقط حملي ورفض ان اسكن في بيت مستقل الا اذا اسقطت الحمل، انني الآن في الشهر السادس، ومازال زوجي يطالبني باجهاض حملي، وآخر الامر اخبرني بانه طلقني منذ 9 اشهر وانه لا يعترف بالطفل الذي هو منه، وذلك لكي يجبرني على اسقاطه، انني الآن في دوامة، فقد خدعت به اول مرة، وحينما تزوجني لم يسكني في بيت مستقل، وحينما حملت لا يريد طفله واخبرني بانه طلقني، رغم انه لم يرني ورقة الطلاق، وحينما اطلبها منه يقول لي سأرسلها لك، اخبريني ماذا افعل، اعلم انه بعد ولادة الطفل سأستطيع اثبات نسبه في حالة لو كان صادقا، وفعلا قد تم الطلاق قبل 9 اشهر، لكن المشكلة انني لم اتم دراستي، وليس لي مورد مالي، اذن كيف لي ان اربي طفلي؟ ليس لي بيت مستقل، حيث انني اعيش مع والدتي وبقية اخواتي في منزلنا الصغير.
اقول لمن بعثت بهذه الرسالة الى ايميلي ان اكثر ما يسيئني ان يسمى هذا الرجل رجلا، فصفات الرجولة بريئة منه، هذا الرجل ذئب، يتنكر في زي الحملان، هجره صوت الضمير الى غير رجعة، انانيته تعميه عن ابسط مبادئ الامانة والشرف.
لا تجهضي حملك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، هذا الجنين كائن حي، نفس حرم الله قتلها الا بالحق.
واي حق هذا الذي يبيح للرجل ان يستمتع بامرأته ثم يتنكر لها وينبذها اذا حملت منه؟
هذا الرجل مكلف بالانفاق عليك وعلى طفلك وبتوفير السكن لك مادمتي زوجته، واذا طلقك فمن واجبه رعايتك حتى تضعي حملك، ومن واجبه الانفاق على المولود، لن استرسل في اتهام هذا النوع من الرجال الذين لا يأخذون من الثقافة الا قشورها ومن ساحة الدين الا جزئيات تخدم شهوتهم، ضاربين عرض الحائط بمفاهيم العدل والحرية.
اردت فقط نشر الرسالة كما جاءت لي وذلك لكي تكون صيحة الم واحتجاج ومطالبة ضمنية للمجتمع بالتعليق والعلاج، آملة في ان تأتيني آراؤكم حول هذا الموضوع على الايميل الخاص بي.