أمينة العلي
من الأخطار التي تحدق بأطفالنا ولا تتحرك ايجابيا لحمايتهم منها خطر يتسرب ربما دون انتباه من أحد وهو خطر تدفق مجلات الأطفال الأجنبية الى أطفالنا انه طوفان يشمل أيضا مسلسلات الكرتون وأفلام التلفزيون التي تحمل أفكاراً وأساليب تتعارض مع قيمنا وأخلاقياتنا تهدد بتدمير مستقبل أطفالنا أخذت أفكر بيني وبين نفسي وبصوت عال كيف نحمي الطفل العربي من براثن هذه النوعية من الصحافة الأجنبية المترجمة. والسؤال الثاني الذي لايزال يجول بخاطري، ما أحوال صحافة الطفل العربي وماذا عن مستقبلها؟
عند استعراضنا لمجلات الأطفال في الوطن العربي نجدها كما هائلا فماذا عن محتواها، أعتقد ان أغلبية هذه المجلات لا تمتاز بهوية خاصة بها ولا تقدم أي مضامين حتى على صعيد الشكل والطباعة فإنها رديئة في أغلب الأحيان.
وهذا له أثر ضار على ذوق أطفالنا، هذا مع العلم ان وطننا العربي مليء بالفنانين والكتاب الكبار، لا استطيع ان أقرر هنا أن لدينا صحافة أطفال إننا لا نملك أن نصدر جريدة يومية خاصة للأطفال تطالعهم بالأخبار أو الآراء في وقتها. لذلك استطيع ان اقول إنه ليست لدينا صحافة متخصصة يقرأها الطفل فيحس بالانتماء لأمته وتراثه ووطنه ويجد نفسه من خلالها، وهنا أتساءل حتى نصدر مجلة أو صحيفة عربية بلغة أجنبية متخصصة للطفل لنرد عبرها على دعاوى الآخرين وتنشر من خلالها ثقافة الطفل العربي نعم لابد من وجود صحافة للأطفال لأن حصيلة أطفالنا الثقافية قليلة جدا والصحافة ليست وعظا وتعاليم فقط، إنها خبر ورأي ومتعة، فإذا توافرت لدينا صحافة الطفل على نحو ممتاز فإننا سندرب أبناءنا على تلقي الأخبار، اذ يكتشفون بأنهم يواكبون عالمنا ويتابعونه ويعرفون عنه الكثير ويتفاعلون معه كما انهم سيحتفظون بخصوصيتهم وهويتهم العربية وأنهم سيتبادلون الرأي مع صحيفتهم ويكتبون لها، ويعلقون على مواضيعها وبذلك نعودهم على أن يقولوا كلمتهم ونبعدهم عن ظاهرة العنف والاقتتال والتطاحن التي تقدمها لهم صحافة الطفل الأجنبي التي تفسد قيمهم، كما سنبعد عنهم الاحباط والتمزق والوهم وهم يرون الشخصيات الوهمية الخرافية الاسطورية الخارقة نحن نريد ان يكون أطفالنا العرب في قلب العصر الحديث ولكن ليس على هذه الطريقة من القسوة والجريمة ونكران الأصول.
نريد ان يشب أطفالنا على حب تراثهم وقيمهم وانسانيتهم، ونعلمهم ونشرح لهم مناهج الدراسة بأسلوب سهل وبسيط ومختصر.
وأرى ان نضع صحافة للأطفال تخاطب سنا واعمارا معينة كل حسب مرحلته الدراسية لأن الاسلام اعترف بالمراحل العمرية للطفل ففي المأثور الاسلامي ينص على ان نلاعب أطفالنا لسبع أي بعمر سبع سنوات وفي هذه المرحلة لابد من وجود مجلات لا تحمل غير الصور وبضع جمل قصيرة ثم ربوهم سبعا وهي مرحلة أخرى يجب ان تكون لها بصمتها في صحفها ومجلاتها ثم صاحبوهم سبعا وتلك مرحلة ثالثة مهمة وفي هذه المرحلة يجب ان نهتم بأبنائنا ومستقبلهم.
المطلوب هو اصدار مجلات عربية خاصة لأطفالنا منذ دخولهم لدور الحضانة ومجلات اخرى لمرحلة الابتدائي وأخرى للمرحلة المتوسطة وبذلك نجني الأهداف والفائدة الكبرى من المجلات التي تخاطب الطفولة بعقلية واعية لكي نبعد عنهم الاحباط والتمزق والوهم وهم يرون الشخصيات الخرافية الاسطورية الخارقة، لذلك لابد ان يكون لكل مرحلة عمرية مجلة تخاطب طفل هذه المرحلة عالمه وأحلامه، فهل يعقل ان نترك ابناءنا فريسة للثقافة الأجنبية غير الهادفة؟!