أمينة العلي
لأول مرة تدخل المرأة الكويتية التاريخ من أوسع أبوابه، لقد كان يوم الكويت هو يوم انتخاب المرأة، حيث لبى الناخبون دعوة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، الى حسن الاختيار من أجل الكويت.
وحسن اختيار الناخبين أوصل د.معصومة، ود.رولا، ود.أسيل، ود.سلوى الى قاعة عبدالله السالم، وبوصولهن سنتفاءل بأن الفترة المقبلة ستحمل معها ما نصبو اليه من طموحات وتطلعات ولنا أمل في نزع فتيل الاحتقان السياسي بين السلطتين، لأننا في حاجة ماسة الى الاستقرار والانطلاق بعجلة التنمية التي تأخرت كثيرا خلال الفترة السابقة.
لا شك في ان الرجل الكويتي والمرأة الكويتية كلاهما واع ومتحضر لا يعرف اليأس ولا الاحباط وبدخول المرأة لقاعة عبدالله السالم ستكون متعاونة وستمد يدها للحكومة وللشعب حتى تعود التنمية للكويت ويبدأ الإصلاح من جديد حتى نحقق آمالنا وتطلعاتنا نحو مستقبل مشرق.
ودخول المرأة للمجلس سيكون خيراً حيث سيكون المجلس متعاونا يمد يده للحكومة لأن للمرأة وجهة نظر محايدة مختلفة عن وجهة نظر الرجل.
ان إقبال العنصر النسائي على صناديق الاقتراع واختيار نواب ونائبات الأمة ومن سيمثلهن بالشكل الصحيح هو إنجاز خصوصا انها كانت ضئيلة في الانتخابات السابقة.
وكما يقولون «الثالثة ثابتة»، دخلت المرأة مجلس الأمة من الباب الواسع ومن جوف عقر دار التيارات الإسلامية دخلت بنعومة المرأة وعاد البناء الليبرالي بقوة تسانده نون النسوة ليحتل المراكز المتقدمة والذي جاء على حساب التيارات الإسلامية.
الجنس اللطيف ونون النسوة سجل حضورا غير متوقع في كل مفاصل العملية الانتخابية، النسوة حضرن كمرشحات وحضرن كناخبات وحضرن مندوبات للتعبئة للمرشحين والمرشحات، حضرن وهن واثقات بأنفسهن ومتحمسات للإدلاء بأصواتهن منذ الصباح الباكر نافيات فرض عوائلهن أو أزواجهن أي أسماء عليهن، معربات عن أملهن في وصول المرأة الى قاعة عبدالله السالم، هذه هي المرأة الكويتية التي جاء انتخابها عن قناعة شخصية ولا أحد له ولاية عليها بالتدخل لأنها أصبح لديها وعي سياسي كامل وبهذا أثبتت انها لا تعرف اليأس مهما مرت بلحظات إحباط لأنها تريد أن تبني وطنها وتسعى الى الحوار الهادف والبناء وانها بلا شك تسعى الى تغيير ايجابي في مرحلة عمل جديدة، لان اختيارات المرأة بلا شك ستكون لصالح الكويت أولا وأخيرا.
أتمنى لبرلمان 2009 أن يأخذ حقه في دورته البرلمانية لأنني أرى ان هذه آخر فرصة تمنح لكل اصحاب الممارسات النيابية الخاطئة ولكل المتطاولين على الحكومة ولكل من أخذ الصياح والعويل والتهديد طريق للوصول الى هدفه.
برلمان 2009 وبدخول 4 نساء به فرصة للنواب الرجال لترك الجدل فأمامنا الكثير من برامج التنمية والإعمار والتطوير الثقافي والصحي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي، مطلوب تنفيذها لنعيد الكويت كما كانت وأحسن، من اجل ذلك لابد ان يعي المواطن تلك الأمور وان يأخذ بعين الاعتبار ان اختياره السليم سيعود عليه وعلى وطنه ومجتمعه بالخير، وفي كل الأحوال نرجو من النواب والنائبات الذين جاءوا بانتخابات حرة نزيهة تعبر عن رغبة الناخبين ان يهتموا بقضايانا ومشاكلنا وألا يشغلوا أنفسهم ويشغلونا معهم بأمور تافهة وان يعوا جيدا متطلبات هذه المرحلة وان يسعوا لتحقيق تطلعات المواطنين الذين وثقوا بهم وأوصلوهم للمجلس.
أتمنى من الله عز وجل ان يأتي مجلس 2009 برؤية واضحة وجادة في الكثير من الملفات التي أهملت لفترات طويلة وان تفتح صفحة جديدة في التعاطي بين المجلس والحكومة وان تأتي حكومة قوية لا تخضع لتهديد وان تكون حكومة عمل تعمل لصالح الكويت وأهلها.