الكثير يحب الخوض في الأمور السياسية، والأغلب يجادل في الأحداث التي تأخذ حيزا اعلاميا بشكل متطرف، ولكن ما لا يعلمه الناس أن الأمر الوحيد الذي صدقه كذب وكذبه صدق هو الأخبار السياسية.
فالعالم أحيانا لا يحكمه حكامه ولكن عصابات مختلفة وبينها ترابط واتصال.. فعندما تثار قضية صحية (كمثال) انتشار وباء معين.. في الغالب يكون الأمر لتمرير أدوية ما وسحب أموال من بعض الدول، وأقول البعض.. وليس الكل.. لأنك لو سافرت خارج بلادك ستجد موضوع الوباء العالمي الذي تحذر منه المنظمات الصحية في بعض البلدان لا ذكر له.
وبعد أن تسحب المليارات تبدأ اللعبة بالاختفاء تدريجيا، فلا تدري بعدها أين ذهبت هذه الاموال؟ ولصالح من؟.. هذا الأمر ينطبق على كل الثورات وخاصة العربية والتي قامت على حكامها كالسلسلة المنتظمة، وكانت سببا في تقسيم الشعب الواحد، حتى صار الأخ يقتل أخيه. وفي النهاية يكتشف الناس أنهم خرجوا من دائرة الحياة وصار الوضع فوضى تهدد أمنهم!
عندها تقف حائرا لا تدري.. هل كل ما حدث كان من صالح البلد أم ضده؟ ومن وراء تلك الفوضى؟ ومن هو المستفيد الحقيقي منها؟
السياسة باختصار..
ليس كل ما تقرأه وليس ما كل ما تشاهده. فأنت تقرأ ما يسمح لك بقراءته وتشاهد ما يريدون لك أن تشاهده.. فهي التي تقول لك من هو المجرم وهي التي تحدد لك من هو المظلوم، فكم من الأخبار التي تصل إليك مكذوبة، وكم من الصور التي تراها مبتورة!
فهي كالطريق الذي تسير فيه. ثم تجد لوحة في منتصفه أو آخره، مكتوب عليها تحذير من الدخول في هذا الشارع؟.. ومن الطبيعي تتجه إلى شارع آخر.. ولا تفكر أن تكمل السير فيه وتكتشف بنفسك لماذا المرور فيه خطر. وقد تكون لوحة التحذير هذه وهمية لمجرد ابعادك عن هذا المكان.. وقد يكون الشارع الذي أجبروك على الاتجاه فيه هو الخطر بعينه.
وهي أيضا.. التي تشغلك في شرارة صغيرة خوفا من النار حتى تشعلها بيديك، وتلهيك عن البركان الذي ينفجر خلفك.
فالسياسة لعبة للسياسيين وحدهم، وما يدار بين أغلب الناس ليس إلا نتيجة هذه اللعبة، لذلك فبعضنا يحارب الحقيقة دون أن يعلم ويستميت في الدفاع عن أمر هو شر له ولمن حوله، فلا يحاول أن يسمع للطرف الآخر أو يفكر فيما يقوله.. وعليه فإن لم يكن ما يقوله يمثل كل الحقيقة.. فقد تكون نصفها.. وقد يكون كلا الطرفين مغيبا ومخدوعا فيما يقول!
كثيرا ما سمعت:
إن (أقذر) لعبة هي لعبة السياسة، من لا يجيد لعبتها الأسلم له ألا يخوض فيها.. فالشي الوحيد الذي علينا أن نفعله هو عندما نقرأ خبرا، ألا نصدقه ولا نكذبه حتى نقرأ ما تحته من خطوط.. وأغلبنا لا يرى هذه الخطوط.
لذا اعترف بكرهي الشديد الخوض في السياسة.. لأن رائحتها بدأت تزكم أنفي وأنف غيري خاصة مع تداعيات الربيع العربي.
[email protected]