يا ولدي
حينما عصفت النيران في عشبنا الأخضر
ودب الصياح في وريدنا الأكبر
رأيت الفزع في عينيك يا صغيري
وفي أحداق الصغار
فمددت يدي كجناح نسر
أطويك تحت ذراعي الأبتر!
*****
يا ولدي
كم هو صارخ الألم في ضلوعنا
كاقتلاع الأشجار من الجذور
كقسوة شوارعنا التي صارت
مطرحا للقبور
والناس حين تهرب لا تعلم
هل من الجحيم؟
أم إلى الجحيم؟
إعصار فوق الهامات يدور
*****
يا ولدي
تذكر.. أن الجبناء لا يعلمون
أن الشهداء لا يموتون
إنما الموتى الذين في غيهم يعمهون
فلا تخف.. ولا تبكِ
فالنصر.. حينما يلوح
يأتي من حيث لا تدري
ولكن.. بعزيمة الأحرار يكون
*****
يا ولدي
لا تصدق الذين يقولون
دارنا خرُبت.. طمسها الدمار
ومراجيحنا دُمرت.. أكلتها النار
إنهم عن شعبنا يجهلون
فالعادي مهما بغى
لن يمكنه أن يمحي الذكريات
ولن يستطيع أن ينسينا
كيف نزرع القمح والحمضيات
وفي كف كل واحد منا
ينبت الزيتون
*****
يا ولدي
قد أكون يوما ما
قاسيا.. ومددت عليك يدي
أو حرمتك من لعبة تحبها
أو جرحتك في كلمة وجهتها
لكن تذكر حينما تساقطت علينا الجدران
داريتك في جسدي
ولأنك قطعة من كبدي
صرخت..
أيها الموت خذني.. ولكن
لا تقترب من ولدي
فكان الموت جميلا..
وكان الشعر فسيلا
فسامحني يا ولدي
سامحني يا ولدي