أنوارعبدالرحمن
بعد النتائج التي ظهرت في انتخابات مجلس الأمة، والتي كانت غير متوقعة من جانب الشعب، وحتى المحللين السياسيين، الكثير منا أصبح يفكر بنوعية النقلة التي سيشهدها المجتمع من خلال الأطروحات والبرامج التي سيتقدم بها نواب الأمة للمجلس، وتغيير استراتيجيات كثيرة وقوانين معرقلة للحياة، والتي من شأنها أن تصلح من الأمور السلبية، وتعيد رسم البنية التحتية للمجتمع.
ولعل الأضواء تسلط هذه المرة أكثر على النساء الأربع الفائزات في الانتخابات، واللاتي تقدمن بأجندات كثيرة ورؤى منوعة، في ندواتهن خلال فترة الانتخابات، وربما كنت من المحظوظات اللاتي اختارتهن «الأنباء» للعمل على تغطية هذه الندوات، وهذا ما جعلني أفكر وأقلب الأوراق التي بين يدي وأقارن بين ما قالته هذه وما صرحت به تلك، وما بين الأسئلة التي طرحت خلال المحاضرات وكيف كانت ردودهن على الناخبات، لذلك فأنا مقتنعة قناعة كبرى بأن من أوصل المرأة للمجلس هو بالدرجة الأولى المرأة نفسها، فقد كانت النساء في كل ندوة يطالبن بإصلاح أمورهن في البلد، وأشرن إلى أن كثيرا من القوانين لابد أن يتم تعديلها لتسير حياتهن الاجتماعية والمهنية بشكل أفضل، فالمطلقة تبحث عن سكن خاص لها ولأبنائها بعيدا عن مشاكل مطلقها، والمتزوجة من غير كويتي تطالب بتجنيس أبنائها وزوجها وتوفير سكن لأسرتها كونها مواطنة كويتية حالها بذلك حال الرجل، وقوانين أخرى تخص ساعات العمل والمطالبة بتخفيضها، ولائحة سن التقاعد، ورواتب ربات البيوت، والكثير من الأمور التي تداولتها النساء وطالبن بتحقيقها، ولا يمكن أن يشعر أحد بمشاعر المرأة إلا امرأة مثلها، وهذا ما سمعته بنفسي حينما كنت أسجل الندوات، ولاحظت حينها تفاعل النساء مع أطروحات مرشحاتهن، لذلك فإن الكثيرات اخترن انتخاب امرأة، لربما تكون هي أقدر على إيصال أصواتهن وهمومهن وتطلعاتهن المختلفة إلى قاعة المجلس، وهن الآن يضعن الأمل بعد الله تعالى بهؤلاء النساء الأربع، وينظرن بدقة إلى نتائج اختياراتهن.
وفي الختام يبقى السؤال معلقا، حتى نسمع ونرى الإجابة عليه في الأيام المقبلة إن شاء الله، هل المرأة التي دخلت المجلس ستنتصر للمرأة التي ناصرتها خلال الانتخابات؟