أنوارعبدالرحمن
هذه أول مرة أغضب وأدافع بشدة غير عادية، لطبق من طعام عربي، عرضته مقدمة البرنامج الأميركي المشهور ريتشال راي، عندما قالت في بداية حديثها عن طبق المحشي مع الرز، انه من الأكل المكسيكي ومذاقه لذيذ جدا وذو نكهة مميزة، وبما أنها امتدحته بهذه الطريقة ولم تصدق في انتسابه لعروبته، وجدت نفسي أرعد وأبرق من الغضب، وكدت أرفع رسالة أشجب فيها وأستنكر وأندد بهذا الفعل، ولم يردني عن هذا الأمر إلا أخلاقي العربية التي تربيت عليها كالعادة، والجملة التي حفظتها منذ صغري في مناهجنا الحياتية «إن المسامح كريم» ولابد أن أخفف من حدة اللهجة وأقلص من حدة التوتر وأصبح مسالمة وهادئة ومرنة في التعامل مع الآخرين، ورغم علمي أن بعض الأطباق المكسيكية تشابه في إعدادها الأكل العربي، إلا أنني لم أجد في المكونات التي طبختها وقدمتها هذه المرأة للمشاهد الأميركي وغير الأميركي إلا نفس المكونات التي نستخدمها لطبق محشي الفلفل الأخضر مع الرز، وفي حلقة سابقة قدمت هذه السيدة طبقا عربيا في برنامجها، وأشارت إليه انه من الأطباق الآسيوية، وكاد يشعرني هذا القول بأننا أصبحنا جزءا من القارة الهندية وليس لنا أهل ولا أرض ولا قبيلة، وأتساءل لماذا حتى في هذه المواضيع لا تنسب الأكلات إلى أصحابها، مع العلم أن شهرة الأطباق العربية ومذاقها اللذيذ، عرف عنها عالميا وحتى الشعب الأميركي المغلق على نفسه يعرف ذلك تماما من خلال تعامله مع المهاجرين العرب وعلاقات الصداقة، وأستغرب أكثر عندما يعرض طبق صيني أو ياباني من السمك والقواقع النيئة، التي تثير الاشمئزاز، يعلن عن نسبها بكل فخر وسعادة، وهنا أقول وبكل حمية عربية، إنني أطالب بحقوق النسب لأطباقنا الشهية، والاعتراف بها دون تزوير ولف ودوران، فكم من العقول العربية المهاجرة والتي أحدثت تغييرا كبيرا وإيجابيا للبلدان الغربية التي هاجرت إليها، وإضافة للعلوم والاكتشافات المذهلة، وتم نسب أعمالها إلى غيرهم، وبما أننا ليس لنا حيل ولا قوة في الدفاع عن هذه العقول وإجبار الغرب على الاعتراف بعروبتها، على الأقل فليعترف الغرب بالنسب العربي لمحشي الفلفل الأخضر مع الرز، ونحن بذلك سنسامح دائما، لأن المسامح كريم.