كنت متواجدة في القاهرة الأسبوع الماضي في زيارة خاطفة بعد غياب لقرابة السبعة أعوام، وعدت وكلي شوق لمصر والنيل والمصريين، واقترحت على إحدى الصديقات أن أزور منصة ثقافية رائعة تسمى ساقية الصاوي والتي أسسها محمد الصاوي نجل الأديب المصري عبدالمنعم الصاوي واستقى الاسم من خماسية الساقية والتي تعتبر العمل الأشهر لوالده.
المكان جميل ورائع، صدف أثناء زيارتي للمركز وجود حفلة لفرقة بهججة، لم أكن قد سمعت عنها من قبل ولكني كنت سعيدة للقيام بتجربة حضور عرض فني في مركز ثقافي جميل، وكان هذا الحفل هو من أجمل مشاهداتي في هذه الرحلة السريعة.
فرقة بهججة هي فعلا اسم على مسمى، فرقة تثير البهجة في النفوس وهو أشد ما نحتاجه في حياتنا التي تحتوي على كثير من الضغط وأخبار الحروب والمآسي حول العالم، بتنا نتعطش لأي دعوة للفرح.
تعتبر فرقة بهججة فرقة مكونة من خمس الى ست فتيات شابات مصريات، يقدمن المونولوج بطريقة كوميدية تتماشى مع مشاكل العصر والتعاطي معها بشكل ظريف، الكلمات مختارة بعناية والاصوات كذلك، أما الأداء فهو مسرحي بامتياز، ابتداء من الأزياء الغريبة العجيبة اللافتة للنظر بعدم تناسقها وألوانها الصارخة والتي لا تمتلك أن تغض النظر عنها، انتهاء إلى الحيوية والنشاط بين عضوات الفريق، المواضيع الاجتماعية منتقاة بطريقة جميلة، لاسيما ان فن المونولوج اندثر وكان بالفعل يحتاج إلى أن تتم إعادته للحياة، وهو الأمر الذي تمكنت منه الفرقة وبامتياز!
يرجع تأسيس هذه الفرقة لعام 2015 حين قام مؤسس الفرقة ايمن حلمي وملحن جميع أغانيها وهو بالفعل موهوب وألحانه مبهجة كالفرقة، بعمل تجارب الأداء التي تبعها اختيار الفتيات الموهوبات بالغناء بعد اجتيازهن لورش عمل، ومن ثم انطلقت حفلاتها بالعام نفسه.
الانسجام بين عضوات الفرقة جميل ومطلوب لاسيما ان الغناء يصاحبه أداء مسرحي ساخر يتماشى مع كلمات الأغاني.
لذلك أحيي مؤسس الفرقة وجميع العضوات بها والعاملين وراء الكواليس على إعطائنا جرعة من البهجة الذكية وليست المبتذلة، وأتمنى أن تتوسع نشاطات الفرقة لتقدم عروضا في جميع الدول العربية، ولتصبح بداية لفن قديم تم تطويره ليصبح أجمل، على أمل أن تنتشر فرق من هذا النوع في العالم العربي، كم نفتقر للبهجة، شكرا بهججة على هذه المتعة والحرفية!
قفلة: اكتملت فرحتنا باقتراب موسم الأعياد الوطنية للكويت بخبرين، الأول وقف تنفيذ العقوبة اثر قضية دخول المجلس والافراج عن جميع المتهمين، والثاني مكرمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بتسديد الغارمين المحبوسين سواء من المواطنين أو المقيمين على نفقته الخاصة، وبهذا أصبح الاحتفال بالأعياد الوطنية أجمل وأروع لجميع من يعيش ويسكن هذا الوطن الكبير «الكويت».
[email protected]