هاشتاق انتشر مؤخرا #ممنوع_في_الكويت والذي يهدف للاحتجاج على الكتب الممنوعة من قبل الرقيب في الكويت، الأمر الذي جعل الشارع يغضب هو أن المنع لم يعد عشوائيا كما السابق، وغير مبرر بل بات يشمل عيون الأدب العالمي والكتب الحائزة أهم الجوائز الإبداعية،
والأمر المخجل أن يكون في بلد مثل الكويت، بلد كان يصدر مجلة العربي وعالم المعرفة، وكان يلاحقهما القارئ من مشرق ومغرب العالم العربي، ذلك الإنتاج الأدبي والمسرحي والفني المبدع في السبعينيات والثمانينيات الذي رفع اسم الكويت وجعلها تتواجد في ذاكرة الشارع العربي.
من يصدق أن منارة الأدب والثقافة أصبحت مقصلة للإبداع؟! حتى باتت الكتب الممنوعة علامة على أن الكتاب ذو جودة وقيمة أدبية عالية، حين يستخدم الرقيب أسلوب المنع لجميع الكتب حتى لا يساءل وزير الإعلام، ستجد الجور بالمنع يطول كتبا قيمة مثل مائة عام من العزلة لغابرييل غارسيا ماركيز، وكتب أحمد مطر وغسان كنفاني وواسيني الأعرج، وأسماء كبيرة غيرهم طالها المنع في الكويت وفي الكويت فقط!
من كان يصدق أن المنع سيصبح هو الأصل والإجازة هي الاستثناء؟! الأمر المثير للتندر لدى البعض ان أصبح الكتاب الممنوع في الكويت ما هو سوى دليل على جودته!
المسألة أكبر من موضوع كتب نستطيع الحصول عليها عبر الإنترنت، الموضوع في مبدأ الحرية وإعطاء الرقيب الحق في اختيار ما أقرأ وما لا أقرأ، الأمر الذي طال النصوص الابداعية ونحرها قبل أن ترى النور، لاسيما كتّاب الدراما الذين عانوا الأمرين من كثرة الممنوعات، الأمر الذي جعلهم يكتبون عن مواضيع مستهلكة، ولا تعتبر قيمة مضافة لأي عمل درامي فقط لأن كل شيء ممنوع في الكويت.
المنع لم يمس الإسفاف كما يعتقد البعض، بل مس كتبا تاريخية ودينية وتراثية عريقة، وان كان ليس من حق أن شخص أن يصادر حقك في قراءة أي شيء وان كان يعتبر دون المستوى، لأن الإنسان مسؤول عن نفسه وعن اهتماماته الحياتية والثقافية، ويجب ألا يمس هذا الحق الأصيل للأفراد وهو حقهم في الاختيار!
موضوع عدم منع الكتب في الكويت ليس مطلبا مترفا وسطحيا كما يعتقد البعض، بل حق نطالب به قبل أن تطول طيور الظلام جميع حرياتنا، ولا يتبقى لنا سوى حق التنفس، ولربما سيصبح حسب أهوائهم أيضا!
كل المجتمعات المتطورة هي مجتمعات حرة، تتيح للشخص اختيار ثقافته وهوايته ويمارسها مادام لم يضر الآخر، وأثبتت المجتمعات المتزمتة أنها انتجت عقولا ضيقة غرائزية تتمحور حول الجسد وليس العقل.
كل التجارب السابقة أثبتت أن التحجر والانغلاق وتقويض الحريات لا تأتي الا بنتائج معاكسة، الكتب والقراءة تجربة وجدانية يجب أن تكون متاحة للجميع.
والعالم أصبح متاحا للجميع من خلال الشبكة العنكبوتية لذلك حين تقرر أن تمنع في محيطك فأنت بلا شك مثار للسخرية.
قفلة:
انتشر مقطع لشاب يمسك بمجسم بأبعاد ثلاثية له، وجن جنون شيوخ الدين وشبهوا ذلك بالأصنام، والعودة لعبادة الأصنام، أشعر بكثير من الأسى لأنني أعيش في هذا الزمان الذي انشغل بتوافه الأمور بدلا من البحث عن هدف في الحياة، قرروا العودة لعصر الأصنام، التهى المسلمون في التكفير في حين الغرب صنع لك شخصك المتواضع ثلاثي وخماسي وسداسي الأبعاد، من أنجز فينا؟
[email protected]