في يوم اجازة عادي، تتوافد الاطباق وقت الغداء ما بين الارز والدجاج والكوسا المحشية والمشويات، وتليه سلسلة من الحلويات، والآيس كريم، انه يوم الزوارة العادي في البيوت الكويتية، ما يتبقى من الطعام هو أكثر مما تم التهامه.
تتصفح الانستغرام بعد وجبة دسمة، وشعور بالتخمة، مع استكانة الشاي الثالثة، تقفز صورة الطفلة اليمنية أمل بأضلعها التي نتأت جوعا خارج جسدها الصغير، بخبر لا يتعدى جملة واحدة «ماتت الطفلة اليمنية أمل من الجوع».
هذه الطفلة التي مسح الفيسبوك صورتها لأنها تجرح المشاعر، لم تجرحنا صورة أمل بالقدر الكافي الذي يجعلنا نخفف من إسرافنا، ولم يجرحنا بالحد الكافي الذي يجعلنا نساهم في اشباع جوعها.
مئات الأطفال في اليمن قد يلاقون في أي لحظة مصير أمل وهو الموت جوعا!
يعتبر الوضع في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لاسيما أنها ليست كارثة طبيعية بل من صنع الإنسان، واليمن معرض لأن يقع بهاوية قد لا يجد منها مفرا!
تشير تقارير الأمم المتحدة ان «ثلاثة أرباع السكان في اليمن، أي أكثر من 22 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية من بينهم 11.3 مليونا بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة»
وتؤكد التقارير ان هناك طفلا يموت في اليمن كل عشر دقائق، وقد تسجل أزمة اليمن كأسوأ مجاعة قد يشهدها التاريخ!
بلاد اليمن السعيد، أرض الخيرات والحضارة والبن والعسل، والطبيعة تتحول لمدينة أموات وأشباح، تبعد المأساة عنا ساعات فقط، ساعات من موائد الشبع لضلوع تصرخ جوعا!
سكين جديد يغرس بإنسانيتنا ان لم نحرك لها ساكنا.
لا يستحق أن يجوع الاطفال ولا حتى الكبار، ولا يستحق اليمن كل هذا الجوع والألم والوجع.
وكعادة جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي تشعل دوما الشموع بدلا من تلعن الظلام، ستقوم باطلاق موقع للتبرع تحت هاشتاق #أغيثوا_اليمن خلال الأيام القليلة القادمة، لم تتوان جمعية الهلال الأحمر الكويتي خلال الأزمات التي مرت على اليمن بالتواجد وتقديم المساعدة ورغم صعوبة الوصول، واضطرارهم لركوب قوارب خشبية بدائية، واستخدام الجمال فقط للوصول للمناطق الأكثر احتياجا.
قد لا نستطيع إيجاد الحلول للمآسي من حولنا، ولكن على الأقل لم نقف ونتفرج، كمشهد في مسلسل لا يحرك فينا ساكنا.
وأتمنى أن تتحرك جميع المؤسسات الإنسانية وتساهم في حملات إغاثية عاجلة لإيقاف المجاعة في اليمن!
قفلة: شارك بالصور وبنشر الوعي حول المؤسسات التي تثق بها، والتي تستطيع المساهمة في مأساة اليمن، لا تكن سلبيا تتمنى الفرج عن بعد، وتمضي بحياتك كأي شخص مستهلك وغير فعال، لو استطاع شخص واحد أن يؤثر على غيره سيصبح العالم مكانا أجمل!
[email protected]