على مر تاريخ العمل السياسي هناك تياران رئيسيان، تيار الموالاة وتيار المعارضة، ويندر أن تجد تيار الوسط لأن شدة التجاذبات السياسية تدفعه لاختيار اليمين أو اليسار في الموقف السياسي وعدم الوقوف بالحياد.
تيار الموالاة هو التيار المتحالف مع الحكومة ومتوافق مع برنامجها بخيره وشره، وأما تيار المعارضة فهو التيار المناهض لبرنامج الحكومة وسياستها ويسعى لإسقاطها لعدم ثقته في توجهاتها وقدرتها على الإدارة والإصلاح الحقيقي.
وهذا التصنيف يتضح بشكل جلي في الدول التي تحكمها الديموقراطيات وتنتهجها منذ زمن وتسمح بتشكيل الأحزاب السياسية حتى وصلت لمرحلة النضج السياسي والقدرة على طرح البرامج السياسية المتميزة وإمكانية تداول السلطة فيما بينها.
والكويت ليست بعيدة عن هذا المشهد رغم ما يعتري ديمقراطيتها من نقص، إلا أنه رغم ذلك النقص نشهد نضجا ووعيا سياسيا متناميا لدى الشارع الكويتي وممثليه انعكس على نشوء كتلة برلمانية متوحدة وليست بالبسيطة من غالبية أعضاء البرلمان وأغلبهم مستقلون لا يتبعون تكتلات ولا تيارات سياسية، مما صعب مهمة الحكومة، رغم محاولاتها المتكررة وبأساليب متعددة لاختراق هذه الكتلة الموحدة وتفكيكها، وهذا يعطي إشارة قوية للحكومة عن وعي الشارع وصعوبة التذاكي عليه واستحالة المراهنة على ضعف ذاكرته وعدم نفاد صبره.
هذا التوحد والتماسك لهذه الكتلة المعارضة ضد نهج الحكومة طوال الفترة السابقة رغم الضغوط الكبيرة التي مورست ضدهم باستخدام سياسة العصا والجزرة لم يكن ليحدث لولا فشل الحكومة في إدارة ملفات عديدة وعلى رأسها محاربة الفاسدين وسراق المال ومحاكمتهم واسترجاع أموال الكويت المنهوبة منهم.
وفي الختام نهمس بأذن الحكومة ونقول لها: إن استمرار فشلكم يوحد المعارضة ضدكم ويعمق أزمتكم ويعطل مصالح البلاد والعباد.
awadh67@
[email protected]