يستذكر معي احد اولياء الامور ذلك ويقول: هذا الموضوع عانينا منه عندما كنا طلبة قبل ثلاثين عاما وكنا نسأل نفس السؤال.. إعانة هي أم إهانة يا معالي الوزير؟!
وها هو التاريخ يعيد نفسه، وابناؤنا يعانون نفس المعاناة، ونحن نعاني معهم، ويتكرر ذات السؤال، مما جعلنا نحن الاباء تتكرر معنا المعاناة مرتين كطلاب سابقا وكآباء حاليا.
يواصل حديثه لي ويقول: ارجو الا تتكرر تلك المعاناة للمرة الثالثة مع الاحفاد، هذا السؤال الذي يبدو وكأنه ليس له جواب ولا حل بعد مرور عشرات السنين على ذات المشكلة.
فما المبرر يا ترى لهذا التأخير الدائم والمتكرر على مدى سنوات طويلة لنزول الاعانة الشهرية وبدل الكتب الفصلي في الحسابات البنكية لابنائنا الطلبة متاخرة عن مواعيدهما المقررة الشهرية والفصلية؟ مما يضطرهم شهريا الى العودة لابائهم، لذلك الركن الامين، لتدبير احتياجاتهم التعليمية العاجلة حتى يفرجها رب العالمين.
اولئك الاباء الذين كانت الاعانة من احد اهدافها الاساسية هي للتخفيف عن كاهلهم من عبء المصاريف الدراسية، فعدنا مرة اخرى لناخذ من جيوبهم محملينهم فوق طاقتهم وفوق ما يحتملون.
هل هناك شح بالموارد المالية في دولة مثل الكويت؟ ام هناك تقصير في اداء المسؤولية؟ وعلى من؟ على ابنائنا وفلذات اكبادنا ومستقبلنا!!
ام هو فشل وسوء ادارة لتلك الموارد ولخبطة في الاولويات؟
وهل التفت احد من المسؤولين الى ما يترتب على ذلك التاخير من ضرر كبير على الاباء ماليا والابناء دراسيا؟ حيث ان هذه الاعانة أقرت ابتداء لغاية نبيلة وهي مساعدة الابناء على تلبية كامل احتياجاتهم التعليمية بيسر وسهولة ولغرض مساعدتهم لتحصيل علمي افضل، ولغرض التخفيف عن اولياء امورهم من تحمل عبء مصاريفهم الدراسية.
والمفارقة في الامر انه عندما طرح الامر سابقا في مجلس الامة وتمت مضاعفة قيمتها وتغيير اسمها من اعانة الى مكافأة على اعتبار ان هذا الاسم أليق من مسمى إعانة، وهذا شيء جميل ولفتة مستحقة الا ان جوهر الموضوع لم يعالج وهو تأخر نزولها المتكرر في الحسابات البنكية للطلبة الى الشهر الذي يليه.
اضف الى ذلك التاخير المتكرر لنزول بدل الكتب عن وقته المقرر في بداية الفصل الدراسي، خاصة ان بعض الكتب بالجامعات الخاصة تتجاوز اسعارها الخمسين دينارا للكتاب الواحد، فاذا استصعب الطالب شراء تلك الكتب الخاصة لمقرراته الدراسية بسبب عدم توافر القدرة المالية له ولاسرته فهذا بلا شك سوف يؤثر سلبا على تحصيل الطالب العلمي ويضعه كذلك في وضع لا يحسد عليه امام اساتذته وزملائه الطلبة.
وهذا التاخير بلا شك ايضا يترتب عليه الضرر الكبير على الاباء بتحملهم مضطرين مسؤولية الصرف على ابنائهم الطلبة خلال تلك الفترة، وهذا اذا استطاعه بعض الاباء فهناك الكثير منهم بالتاكيد لا يستطيعونه.
وهناك معاناة جديدة نعاني منها نحن وابناؤنا الطلبة الا وهي عدم توافق عطل بعض الجامعات والمدارس الخاصة مع العطل الرسمية لوزارة التربية مما يسبب ازمة اسرية داخلية عند كل عطلة ربيع او صيف ويعكر سعادة الاسرة لاضطرارهم الى الغاء برامجهم الترويحية في تلك العطلة التي ينتظرونها بعد اشهر طويلة من ضغوط العمل والدراسة واضطرارهم للمرابطة مع ابنائهم بالبيوت.
دائما نردد كمسؤولين وكآباء ان ابناءنا هم فلذات اكبادنا وهم مستقبلنا وهم املنا ونجعلهم دائما وابدا هم المحور الاصيل والجوهري في جميع خططنا ورؤانا السابقة واللاحقة، ولم يغيبوا ايضا عن رؤية الدولة المستقبلية ٢٠٣٥م فهم الاصل الاصيل فيها، ولكن اين هو واقع ابنائنا من تلك الشعارات وذلك الكلام المنمق والمصفوف في هذه الخطط والرؤى؟
ايا السادة المسؤولون والنواب المؤتمنون لا تبخلوا على ابنائكم الطلبة بالدعم المادي والمعنوي، وفروا لهم كل الامكانات المعينة لهم، ووفروا لهم البيئة المساعدة والمحفزة، واستثمروهم في التعليم فهو افضل استثمار، وابناؤكم الطلبة هم المستقبل.
اخيرا وليس اخرا، هل ستظل هذه التساؤلات وهذه المعاناة مستمرة ام سيضع لها معالي الوزير حدا؟
دعونا ننتظر لنرى.. ويحدونا الأمل والتفاؤل.
[email protected]
awadh67@