هناك مديرو مدارس جديرون بأن ترفع لهم القبعات فلهم منا كل التحية والتقدير والدعاء بالتوفيق في حياتهم العملية والاجتماعية، فهؤلاء هم من نأمن على أبنائنا عندهم، فعندما نشاهدهم يتنافسون على تقديم الأفضل لأبنائنا بدءا من اليوم الأول يوم استقبال الطلبة حين العودة للمدارس، سواء بالاستقبال الشخصي والسلام عليهم ومصافحتهم والترحيب بهم والابتسامة في وجوههم، ومرورا بالعام الدراسي وإبداعهم في ترتيب وتنظيم برامج وأنشطة تعود بالنفع المباشر على العملية التعليمية، وليس انتهاء بالتواصل الفعال مع أولياء الأمور ووضعهم بالصورة أولا بأول بحالة أبنائهم الدراسية وترتيب لقاءات مباشرة بينهم وبين المدرسين للتكامل والتعاون في سبيل رفع مستوى الطالب دراسيا.
المدير الناجح هو الذي يعرف كل ما يدور في مدرسته، وهو الذي يوزع الأدوار على المديرين المساعدين معه ويتابعهم، وهو الذي يجتهد للارتقاء بالمستوى الدراسي لطلاب مدرسته ويبذل كل الأسباب لتحقيق ذلك، وهو الذي ترك أبواب مكتبه مشرعة لأولياء الأمور طوال العام الدراسي لمعرفة ظروفهم وظروف أبنائهم لمعالجتها، وهو الذي يسعى لتقدير المتميزين في العملية التعليمية من الطلبة والمعلمين وتكريمهم تشجيعا لهم، وهو الذي لا يغفل بأي حال من الأحوال عن الطلبة المتعثرين دراسيا ويبذل كل الأسباب الكفيلة للارتقاء بمستواهم التعليمي لأنه يعتبرهم أبناءه، والأب لا يرضى لأبنائه الدنية العلمية، المدير الناجح هو باختصار من يجعل البيئة التعليمية في مدرسته بيئة جاذبة للطلاب والمعلمين والكل يشتاق للذهاب إليها.
إذا وصل المعلم مرتبة مدير بعد سنوات طويلة من التدريس والعطاء فيفترض انه جمع كل محاسن وخصال المدرس والمعلم، فيتحمل بذلك أمانة عظيمة يجب أن يصونها ويقدرها لأنها مهنة اعز واشرف الخلق الأنبياء والرسل عليهم افضل الصلوات والتسليم، فما بالك وقد اصبح صاحب القرار الأول والأخير بالمدرسة وبيده صلاحيات واسعة.
وفي المقابل، هناك نماذج لا تليق بهذه المهنة العظيمة نموذج المدير الذي لا يدري عن حال مدرسته ومدرسيه وطلبته شيئا، ونموذج الذي لا يحترم المكان الذي يعمل به فيمارس عادات سلبية من داخل مكتبه كالتدخين مثلا وتضييع الوقت في قضايا هامشية بعيدا عن القضايا الرئيسية التي تحتاجها مدرسته، وإن قيل إن هذه النماذج قليلة نقول: نعم، إلا أنه يجب الاستعجال في معالجتها قبل أن تنعكس سلبا على العملية التعليمية، وحتى لا نظلم أبناءنا الطلبة في هذه المدارس بسكوتنا.
المدير معلم بالأساس فله كل الاحترام والتقدير فهذه مهنة الأنبياء والمرسلين ومهنة كلها شرف وعزة وفخر، وهذا البيت من الشعر يلخص عظمة وقيمة هذه المهنة وصاحبها حيث يقول احمد شوقي في حق المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
فتحية كبيرة لمديري مدارسنا القدوات الذين يستحقون أن نرفع لهم العقل والقبعات.
awadh67@
[email protected]