ما الاستبداد السياسي الذي نعنيه؟
وما الفعل الحضاري الذي نرجوه؟
الاستبداد السياسي الذي نعنيه في مجتمعاتنا هو تفرد السلطة الحاكمة بإدارة البلاد والعباد من دون مشاركة حقيقية من الشعب الذي يفترض أن يكون هو صاحب الشأن الأول في معرفة ما يصلح له وما لا يصلح.
أما الفعل الحضاري الذي نرجوه فهو أن تخطو المجتمعات والشعوب خطوات حثيثة وجادة في تنمية ذواتها في المجالات الحضارية المختلفة كالتعليم والصحة والاقتصاد وغيرها كي تصبح وتصير في مصاف الدول المتقدمة لا في ذيل قوائمها، وكي تكون شريكة في قيادة العالم وقراراته المصيرية لا تابعة ومنقادة لأسيادها.
فالأول وهو الاستبداد السياسي إذا وقع فسنحرم بسببه الفعل حضاري فلا تقدم ولا تطور في وضع استبدت فيه السلطة تدير شؤون البلاد والعباد كبيرها وحقيرها من دون شراكة شعبية حقيقية، وتثير معه الخوف والخلاف والفرقة بين الناس كي يعتقدوا دائما انهم من دونها إلى ضياع وهلاك.
والشراكة الشعبية الحقيقية التي نتوقعها هي شراكة فعلية لا صورية، وهذه الشراكة لها مؤشرات ومعايير عالمية توضحها فالمعروف لا يعرف.
وخلاصة علامات الاستبداد السياسي الكارثية على الدول والشعوب:
١- تفرد السلطة بإدارة شؤون البلاد والعباد من غير إشراكها أصحابها الأصليين.
٢- مشاركة شعبية ان حصلت فلا يسمح لها أن تكون حقيقية وإنما لذر الرماد في العيون، فكلما تجاوزت حدودها تم قمعها وإرجاعها إلى المربع الأول المرسوم لها.
٣- اتباع السلطة الحاكمة أسس الاستبداد الذي اقر قواعده رمز الطغاة فرعون بقولته الشهيرة لشعبه (لا أريكم إلا ما أرى).
٤- انتفاء مبدأ الشفافية في عمل السلطة مما يصعب أمر مراقبتها ومحاسبتها.
والنتيجة الطبيعية لذلك كله تقول لا فعل حضاريا.. في ظل استبداد سياسي، فمن سيدرك تلك الحقيقة أولا السلطات الحاكمة أم الشعوب؟ ولا عزاء لمن يتأخر في إدراكها!
awadh67@
[email protected]