لست ممن يؤمن بأن هناك أحدا يملك توزيع مفاتيح الجنان على البشر، لكنني متيقن من رحمة الله الواسعة وأنه أرحم الراحمين، وهذه الرحمة الإلهية المطلقة لا يملكها حصرا إلا الله سبحانه وتعالى ولن يستطيع ان يهبها أو يمنعها احد عن البشر إلا الله جل علاه.
لقد لفت نظري رسائل الواتساب وتغريدات تويتر الكثيرة من أشخاص مختلفين تنقل خبر وفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا وتترحم عليه.
فأول رسالة التقطتها من حجم وعدد تلك الرسائل وتنوع مشارب مرسليها هو حجم القبول الكبير الذي يحظى به هذا الرجل عند كل من الفريقين سواء من اتفق او اختلف معه، وهذا حسب فهمي للحديث الشريف انه اذا احب الله عبدا نشر محبته بين الناس.
وهذه المحبة وهذه الرحمة يتوهم البعض انه يملك حقوق توزيعها حسب أهوائه وفهمه وهذا أمر خطير، حيث انهم بذلك الفعل وضعوا انفسهم موضع رب العالمين جل علاه موزع الرحمات وواهبها لخلقه.
ومحبة الله سبحانه وتعالى ورحمته للعبد هي هبة ومنحة ربانية يعطيها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده، فقد وهب رحمته لزانية لإروائها كلبا عطش وادخلها بسبب هذا الفعل البسيط الجنة، ومنعها من امرأة مصلية قائمة صائمة لحبسها قطة وحرمانها من ابسط حقوقها وهي الأكل والشرب فأدخلها الله بسبب هذا الفعل النار.
فرغم اختلافي مع ابي عدنان ومع خطه الفني، وكنت قد كتبت بالصحافة قبل ثلاثين سنة تقريبا مقالا أنتقد فيه إحدى مسرحياته التي اثارت جدلا واسعا بالكويت، الا انني أقر له وكثيرون مثلي يقرون بأن أبا عدنان لم يحاب أحدا سواء كان مسؤولا او متنفذا أو تيارا أو حتى حكومة أو دولة ما، وأشهد انه لم يحاب الا الكويت وطنه التي احبها وعشقها.
وبما ان البشر هم شهود الله في الأرض، فإذا اجمع البشر بمختلف مشاربهم على الترحم على رجل متوفى فهذه شهادة وبشرى خير له ولأبنائه.
رحمك الله ابا عدنان وغفر لك وصبر محبيك على فقدك.
awadh67@
[email protected]