في ظل الإجراءات الاحترازية وما تبذله الجهات الحكومية من جهود مميزة للحدّ من الإصابة وانتشار فيروس كورونا والمتمثلة بإغلاق المساجد والمحلات وتعطيل الدوامات وكذلك إغلاق صالات الأفراح للحدّ من التجمعات، إلا أن الأسبوع الحالي شهد ارتفاعا في عدد حالات المصابين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وقد وجه وزير الصحة الدعوة للجميع بضرورة البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع لبس الكمام واتخاذ جميع الاحتياطات تجنّبا لانتقال العدوى من المخالطين.
لكن هناك ملاحظة مهمة وضرورية جدا تتعلق بخدمة توصيل طلبات المطاعم والتي للأسف تشهد انتشارا كبيرا جدا، إذ يظهر عمال «الدليفري» بكثرة في الشوارع لتوصيل الطلبات خاصة خلال فترة الحظر بعد أن تم السماح للمطاعم بمزاولة خدمات التوصيل حتى الساعة الواحدة صباحا.
وسؤالي: هل تم تطبيق الشروط والإرشادات الوقائية التي حددتها وزارة الصحة ومن أهمها ما يتعلق بسكن عمال توصيل الطلبات بأن يوفر السكن الصحي الملائم لهم للوقاية من الأمراض المعدية، وخاصة فيروس كورونا، وان تقوم الشركة بتقسيم العمالة في السكن إلى مجموعات لا تتعدى الواحدة منها 3 أفراد، مع توفير معقم لليدين في أماكن متفرقة من السكن إضافة لاستخدام وسائل نقل متخصصة وآمنة للغذاء.
والتساؤل الأهم: هل تم الكشف على سكن هؤلاء العمال للتأكد من الالتزام بالاشتراطات الصحية وعدم تواجدهم في غرف مشتركة مع عمال آخرين، خاصة أن هؤلاء يقومون بتوصيل الطلبات إلى المنازل، وبالتالي يكون الأهالي أكثر عرضة للعدوى، لا سمح الله، إذا كان العامل مصابا بالفيروس.
* ملاحظة: يشارك مفتشو كل من البلدية وهيئة الغذاء في النقاط الأمنية للكشف على عمال التوصيل والتأكد من عدم إصابتهم وذلك عبر فحص درجة الحرارة، وأظن أن ذلك ليس كافيا، بل يفترض التأكد أيضا من المطعم والتفتيش على عملية تحضير الطعام للتأكد من سلامته قبل وصوله إلى الأهالي.
أخيرا: أعداد عمال التوصيل على مستوى المحافظات تجاوزت الآلاف، فهل من المعقول أن نكون بحاجة لكل هذا العدد منهم، خاصة أن بعض المطاعم تستخدم السياكل بدلا من السيارات؟!
[email protected]