بقلم: بدر العلوش
على مدى أعوام كانت الحكومة تحاول بشتى الطرق والوسائل أن تمنع قضية البدون من الظهور إعلاميا في الصحف او التلفاز او المذياع او الندوات العامة أو المساجد أو غيرها، وقد نجحت الحكومات المتعاقبة في هذا الأمر وكانت قضية البدون مخفية وغير ظاهرة للشعب الكويتي إلا للقلة من اصحاب النفوذ الذين كانوا يعيشون على هذه القضية بطريقة غير مشروعة، بل أكثر من ذلك حيث كانت الحكومة تحارب هذه الفئة وتستنزفها وذلك عن طريق سد النقص في بعض اجهزتها مثل الجيش والشرطة وبعض الأعمال من دون الاعتراف بهم كمواطنين، بل اكثر من ذلك انها كانت تضيف اعداد البدون الى احصائيات الأمم المتحدة ككويتيين لتستفيد من زيادة حصتها في انتاج وتصدير البترول، حتى جاءت وثيقة الحكومة السرية عام 1986 المصادرة لحقوق الإنسان وأي إنسان؟ هو ذلك الإنسان الذي استفادت منه الكويت خلال عشرات السنين في الدفاع عن الوطن وحماية الأمن الداخلي واستخراج البترول، وأي إنسان؟ هو ذلك الإنسان الذي «حلبته» الكويت عشرات السنين باسم المواطنة والتزوير في وثائق دولية.
أي إنسان وأي وثيقة وأي مشروعية للحكومات المتعاقبة في استعباد «البدون» لمدة أكثر من خمسين سنة حتى أصبحوا في الجيلين الرابع والخامس، ولكن بدأت الحكومة الحالية في لجم أفواههم وضربهم وتهديدهم وتحويلهم إلى النيابة ولماذا؟ لأنهم يطالبون بإثبات حقهم في المواطنة. أغرب ما في الأمر أن الحكومة تعترف بأنهم مواطنون سلبت حقوقهم ولكن لا تريد إرجاع هذه الحقوق لهم.
أيها البدون.. هل لك حقوق؟!