بقلم: بدر محمدالعلوش
الديموقراطية تعتبر نظاما فيه الكثير من الرفاهية الفكرية والإنسانية، فهو يمنح الشعوب حرية الفكر والرأي وتداول السلطة والمشاركة في الرقابة والقرار، والجميع في هذا النظام يشعر بإنسانيته وكيانه وأنه جزء من هذا النظام.
والرفاهية الأخرى هي رفاهية مادية ونقصد بها هنا الحياة المترفة في المأكل والملبس والسكن والدراسة المجانية وتوفر فرص العمل واقتناء الكماليات الحياتية.
ونحن في الخليج نسبيا نتمتع بالرفاهية المادية وللأسف لا نتمتع بالرفاهية الفكرية وحرية الرأي والمشاركة في صنع القرار والمراقبة لذلك محرومون من الديموقراطية مع وجود بعض من (الديموقراطية) في الكويت وهي تعتبر ديموقراطية عرجاء تتحكم الحكومة فيها ومفاتيحها حكومية وليست شعبية بكل امتياز.
لذلك خيار الديموقراطية والرفاهية المادية خيار تضعنا فيه حكوماتنا حيث انها توفر الرفاهية المادية مقابل تحكمها بالديموقراطية أو إلغاء الديموقراطية أو حرمان الشعوب منها، وهو من الخيارات الصعبة حيث ان الحكومات تتحكم بمفاتيح خزائن الأموال وتخشى من الرقابة الشعبية ومشاركة الشعوب في صنع القرار أو التحكم في مصيرها.
فلماذا تضع هذه الحكومات الشعوب بين خيار الديموقراطية أو الرفاهية؟
العالم يتجه إلى ديموقراطية ورفاهية للشعوب، فالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية كمثال للدول المتحضرة تسعى بكل قوة بعد تطبيق الديموقراطية الكاملة إلى رفاهية شعوبها، فهي تخوض الحروب وتبعث الجيوش إلى جميع أنحاء العالم وتقاتل من أجل الحصول على موارد جديدة لرفاهية شعوبها، وتفتح دولها للشعوب الأخرى للاستقرار فيها، لذلك نرى الهجرات العربية والآسيوية وغيرها إلى أوروبا وأميركا لا تتوقف لماذا؟ لوجود الديموقراطية الحقيقية، ولتخطيط هذه الدول العظيمة لكسب العقول الجديدة والأيدي العاملة الفنية للعمل على تطوير بلدانها وزيادة إنتاجها.
دول توفر لشعوبها الديموقراطية والرفاهية ولا تخير شعوبها بين الديموقراطية والرفاهية، لذلك تطورت وتحضرت وأصبحت تتحكم في العالم، لا بل كسبت احترام العالم وأصبحت قبلة العالم والمدافعة عن حقوق الإنسان وعن الديموقراطيات في العالم، واحتوت جميع المنظمات العالمية وأصبحت ذات ثقل كبير في صنع القرار العالمي، دول تعمل من أجل مستقبل شعوبها، ومع ذلك تدفع الشعوب الضرائب وهي تعلم أنها تساهم في تنمية بلادها.
أيها السادة الكرام: هناك دول تعمل على تطوير شعوبها ورفاهيتها ولا تخيرها بين الديموقراطية والرفاهية، ودولنا إما ديموقراطية وإما رفاهية.
[email protected]