بقلم: بدر محمد العلوش
الولايات المتحدة الأميركية بلد كون نفسه بنفسه بعد وصول المكتشف (كولومبس) إلى جزر البهاما ومن ثم تبعه آلاف الأوروبيين من التجار والمزارعين والبحارة وأساقفة ومهاجرين من كل أنحاء أوروبا، وكانت تحت الاحتلال البريطاني حتى إعلان الاستقلال عن بريطانيا وتم التصديق على الدستور عام 1788وفي عام 1813 قامت الحكومة الأميركية بشراء مقاطعة (لويزيان) من فرنسا وخاضت الحرب الأهلية عام 1860 وتأثرت أميركا بمجموعة من الثقافات الاستعمارية ومنها الهولندية والإنجليزية والإيرلندية والإيطالية واليونانية والعبرية والأفريقية وتمتلك أضخم اقتصاد في العالم وتعتمد نظام الاقتصاد الاستثماري الحر والمنافسة التجارية، وتمتلك مصادر طاقة مثل: البترول والغاز والفحم واليورانيوم ولديها إنتاج صناعي ضخم، وهي في مقدمة الدول في قطاع التكنولوجيا والقضاء والتسليح، وهي من أكثر الدول استيرادا وتصديرا ولديها أطول شبكة طرق في العالم ولديها عدد كبير من الموانئ البحرية وتستقبل أكبر عدد مهاجرين سنويا من بين دول العالم، ولديها قواعد عسكرية منتشرة في أنحاء العالم، هذه هي أميركا.
نحن نعرف أميركا من خلال الآلاف من محلات الوجبات السريعة والسيارات الضخمة والأفلام السينمائية ورياضة الملاكمة والمصارعة والدراسة في جامعاتها وبضاعتها الجيدة.
ونعرف أميركا أيضا عند الأزمات، ولكننا نشتمها ونزدحم على مطاعمها ونكرهها ونتفاخر بسياراتها، نتمنى زوالها ونتوسل لها أن تساعدنا ضد الطغاة الذين يقتلون شعوبهم، نتظاهر عند سفاراتها ثم نعود إلى منازلنا لنشاهد أفلامها السينمائية، ننعتها بالمستعمر ونناشدها أن توقع معنا اتفاقيات الحماية، نحلم بغرس خنجرنا في ظهرها ثم تبيع لنا أسلحتها الفتاكة، ننعتها بالإمبريالية العالمية ونحث أبناءنا على الدراسة في جامعاتها، نتمنى لها الموت ونزدحم على أبواب سفاراتها للحصول على الفيزا للسفر لها، هل لدينا (شيزوفرينيا)؟
هل لدينا أكثر من شخصية؟
شخصية تكره أميركا وشخصية تحب أميركا؟
أميركا هي أميركا، ولكن من نحن؟
[email protected]