خلال دراستي لمادة النقد في اليابان كان يتوجب على الطلبة أن يأخذوا كتابا معينا سواء كان رواية أو قصة أو غيره من الأعمال الأدبية ويقرأ الطالب هذا الكتاب خلال مدة قصيرة، ولم يكن هذا هو المتعب في الموضوع، المتعب هو البحث عن السيرة الذاتية للكاتب وإنجازاته العلمية وحتى علاقاته الاجتماعية ومدى تأثير هذه السيرة على العمل الأدبي.
بسبب التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي على قيم وأفكار المجتمع حاولت أن أطبق هذه الطريقة اليابانية في النقد على مشاهير التواصل الاجتماعي واستخدمت الإنترنت للبحث عن بعض المعلومات أو حتى عن طريق أشخاص مقربين من المشاهير.
من خلال هذه المعلومات تبين أن أغلب هؤلاء المشاهير يتفقون في نقطتان الأولى هي معاناتهم من مشاكل اجتماعية كبيرة تسببت في خلل في شخصياتهم فيحاولون أن يعوضوا هذه المشاكل بجلب اهتمام الناس قدر ما يستطيعون سواء بطريقة محترمة أو غير، فالنسبة الأغلب منهم يعانون من أمراض نفسية نتيجة لما مروا به من هذه المشاكل الاجتماعية الكبيرة فمكانهم الحقيقي هو المصحات النفسية وليس أن يكونوا قدوة للجيل القادم من المراهقين الحاليين.
النقطة الثانية وهي أن نسبة كبيرة منهم ليست لديها مبادئ تمنعها من أن تقوم بأي شيء تسبب لها الشهرة، فالشخص الذي لديه مبادئ يفلتر تصرفاته عن طريق مبادئه ثم يقيم هل هذه التصرفات قابلة للنشر أم لا، أما الذي ليست لديه مبادئ فلا يمنعه شيء من نشر أي تصرفات غريبة تلفت نظر الناس له.
بالنهاية يصعب أن تكون محاربة الأفكار والقيم الغريبة التي تبث بوسائل التواصل عن طريق اجتهادات فردية، بل يجب أن تهتم مؤسسات الدولة بتشكيل فكر وقيم الأجيال القادمة، ولكن للأسف نجد أن بعض هذه المؤسسات تقوم بدعم هؤلاء المشاهير وتعزيز انتشارهم.