افترض الفيلسوف أفلاطون بأن هناك مجموعة من البشر مأسورة منذ الولادة في كهف بطريقة لا تسمح لهم بأن يروا غير جدار واحد من الكهف وخلفهم نار وجنود وأشياء ينعكس ظلها على الجدار الذي يشاهده الأسرى، بهذه الطريقة لا يعرفون من الحياة غير الظل الذي يشاهدونه.
وافترض كذلك بأن أحد الأسرى استطاع الهرب وشاهد الحياة بأشجارها وأنهارها ووديانها وفهمها وعاد لأصدقائه يخبرهم بما وجد خلف جدران الكهف، كانت النتيجة بأنهم اتهموه بالكذب والتدليس وأنه يحيك ضدهم المؤامرات حتى يخرجوا من حياتهم الطبيعية.
كثيرا ما تلاحظ مثل هذه المشاهد في الدول العربية فتجد أغلب الناس لا يغيرون البيئة التي ولدوا وتربوا فيها، فتجدهم يحاربون كل تطور أو تقدم يأتي من الخارج بحجة أننا كمجتمعات غير متعودين عليه، فكم من فكرة رائعة ماتت بسبب هذه الأفكار أولها فكرة الآلة الطابعة التي منعت من الدخول للعالم الإسلامي لمدة 200 سنة وبفتوى من الأزهر بتحريمها وكانت كفيلة بتأخرنا عن الركب، وقس عليها الكثير من التكنولوجيا التي منعت بهذه الحجة.
أغلب الخطاب الذي يُطرح بالدول العربية والكويت خاصة ينتهي (إحنا أحسن من غيرنا)، وهي مقارنة بسيطة بين بيئة التطور الكويتية وبين البيئات القريبة، وكأننا ملزمون بأن نعمل ما تعمله دول المنطقة ولا نقارن أنفسنا بالدول المتقدمة، وبسبب هذه الفكرة يتم تحطيم طموح كل من أراد التطوير والتقدم، ولو كان السنغافوريون الذين كانوا يعيشون بمنطقة أسوأ من ظروف منطقتنا ومساحة دولتهم التي أصغر من جزيرة بوبيان وشعبهم الذي يؤمن بعدة أديان مؤمنين بهذه الفكرة لكانوا الآن يتسولون قوت يومهم.