خلافا لما هو شائع بأن الشركات الكبيرة في اليابان مثل تيوتا وميتسوبيشي هي عصب الاقتصاد الياباني، لكن الواقع يقول إن هذه الشركات الكبيرة لا تشكل إلا 0.3% من عدد الشركات اليابانية والباقي هو من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي من النادر أن يسمع اسمها خارج اليابان وهي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية الفعلي وعصب الاقتصاد الياباني، ويعمل بها أكثر من 40 مليون ياباني أي ما يقارب 69% من القوى العاملة اليابانية، وتدخل لليابان أكثر بكثير من مدخول الشركات الكبيرة.
كما هو معروف اليابان ليس لديها شيء يذكر من الموارد الطبيعية، و75% من أراضيها غير قابلة للسكن وأرضها الباقية مجرد جزر تتعرض سنويا لزلزال مدمر وأكثر من إعصارين مدمرين غير البراكين والانهيارات والتسونامي، لذلك ليس لديهم إلا الاقتصاد والإنتاج الذي يعتمد بمجمله على هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة، والحكومة اليابانية تقدر أهمية هذه الشركات ومدى تأثيرها على الاقتصاد والأمن الاجتماعي الياباني لذلك تقوم بدعمها وتيسير عمل هذه الشركات.
بما أننا دولة تعتمد اعتمادا كليا على النفط وهذا الشيء في غاية الخطورة، أعتقد أنه يجب أن نهتم أكثر بهذا النوع من الشركات الصغيرة التي قد يصل مدخولها لنا أكثر حتى من النفط.
هنــاك الكثـــير من المشـــاكل التي يجب حلها لخلق بيئة صـــحية لمثل هذه الشركات أهمها ارتفاع سعـــر العقار وتوزيع العقارات الصـــناعية والتجارية لمن لا يستحقها، ومشــكلة العمالة وعدم إعطاء الحق في استجلاب العمالة المهنية للشركات غير التابعة للصندوق الوطني، وجود مكاتب ذات جودة لدراسة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع وأسعارها أحيانا تكون أغلى من سعر المشروع نفسه، وعدم دعم المستحقين الحقيقيين من أصحاب المشاريع الصغيرة وتوزيعها على من لا يستحقها، ويجب دعم المنتج المحلي بشكل مدروس وتوفير أماكن للتصريف في الداخل والخارج.