صديقي يوسف (وين ما يطقها عوية)، فلو سلك فجّا سلك الحظ فجّا غيره، أصبح الفشل صديقة الصدوق لدرجة أنهما لا يستغنيان عن بعضهما البعض، أبو يعقوب دائم المحاولات لكنها كلها فاشلة ولكل فشل عنده ألف مبرر ومبرر، فأغلب الناس يحيكون له الدسائس حتى يصل لأعلى مراتب الفشل بالحياة، وعندما تسمع منه عن ظروفه يخيل إليك وكأن الدنيا ليس لديها عمل غير أن تضع العراقيل في طريق صديقي حتى يفشل في حياته، ولكن بتحليل بسيط جدا من غير أي حاجة إلى طبيب نفسي وخلافة ستكتشف أنه هو السبب الرئيسي في أغلب سوء الوضع الذي هو فيه، وطبعا هو غير مقتنع بذلك.
لا يستطيع إنسان أن يصحح خطأ لا يعترف به، فعدم الاعتراف بالخطأ وتبريره بظروف خارجة عن السيطرة يجعل العقل يتبرمج على عدم وجود الخطأ، فكيف يصلح خطأ لا يعتقد بوجوده أصلا.
لكل شخص ظروفه السيئة لكن هناك من يستسلم لها ويلقي عليها أسباب فشله، وهناك من يتحداها وتكون سببا رئيسيا في نجاحه، بل تخبرنا قصص النجاح أنه كلما كانت تحديات النجاح أصعب أصبح الفرد أقوى وأصلب أمام هذه التحديات.
يقول علماء الاجتماع انه غالبا ما ينطبق على الفرد ينطبق على المجتمع، وفي هذه النقطة بالذات ينطبق مثال صديقي بويعقوب على أغلب المجتمعات الفاشلة لكن بصورة أكبر وأوسع، فالمجتمعات المنجزة، صوت إلقاء الفشل فيها على الظروف قليل لأنها أصلا مشغولة بالإنجاز، أما الفاشلة فتلقي مشاكلها على نظريات المؤامرة وأن الدول القوية ليس لديها عمل غير تصيد أخطاء هذه الدول وتضخمها حتى تفشل، فلا أعتقد أن دولة أو مجتمعا مر بظروف سيئة مثل كوريا الجنوبية واليابان والصين من بعدها، فالصين فعليا كانت أغلب الدول المسيطرة تحيك الدسائس عليها لكي تفشل وحتى لا تسيطر على الاقتصاد العالمي، والآن كل هذه الدول تنتج بضائعها ويعتمد اقتصادها على مصانعها الموجودة في الصين.