«ان التقدير المبالغ فيه في نظرة الناس إلى عملي يجعلني أشعر بحيرة، وكأنني محتال على الناس من غير قصد» هذا ما قاله أينشتاين قبل وفاته.
لا يختلف اثنان على أن إنجازات أينشتاين مفيدة للبشرية، وهو يعتبر من عباقرة القرن، لكن توجد في عقل الإنسان تحيزات معرفية تجعله لا يفكر بطريقة سليمة وهذا ما وقع فيه أينشتاين بكلامه هذا، وهذا النوع من التحيز يعرف باسم تحيز الدجال ويقصد به أن الإنسان صاحب العلم والمعرفة كثيرا ما يضن بأنه دون مستوى العمل المنوط به وأنه جاهل في كثير من الأمور.
وفي المقابل، يوجد تحيز معرفي في عقل الإنسان الجاهل اسمه تحيز دانينغ - كروجر وهو يجعل الجاهل يعتقد بأنه على علم ومعرفة عالية ويعتقد بأنه يستطيع أن يقوم بأي عمل بسهولة، وهذان التحيزان متضادان، فالعالم يعتقد بأنه جاهل والجاهل يعتقد بأنه عالم، لذلك تجد أن العالم محتار في الإجابة والجاهل متأكد من أن إجابته الخاطئة صحيحة.
هنا يكمن الفرق بين المسؤول المعين على أسس علمية والمسؤول الذي تعين على أسس محسوبية، فالأول مؤمن بأن رأيه خطأ يحتمل الصواب والثاني العكس، المتعلم يستشير أهل الاختصاص، أما الآخر فلا يحتاج لهم لاعتقاده بأنه عالم بكل تفاصيل الأمور.
تطور المكان أو الإدارة مرتبط ارتباطا كبيرا بالقائم بها ومدى فهمه ومعرفته، والمعروف أن مفاصل أي دولة تكمن في المسؤولين الصغار، فاختيارهم على أسس المحسوبية والأقدمية كالحاصل في الكويت يبعد الأشخاص المتعلمين عن هذه المفاصل ويسيطر عليها من يكون أكثر تملقا للأشخاص المتنفذين، فحتى أينشتاين لو كان كويتيا لما استطاع أن ينشر بحثا أو يطور في التعليم، وأكبر طموحه أن يكون موظفا في مكان لا توجد فيه بصمة، حتى لا يتملق لمسؤول أو يحتك بمديرين لا توجد لديهم امكانيات غير أن واسطتهم أقوى.