لا يوجد ياباني من الجيل الحالي لا يعرف من هو هوريمون أو بيل غيتس النسخة اليابانية، بدأ حياته العملية بعد أن انسحب من جامعة طوكيو أبرز الجامعات اليابانية، ليبدأ مشروعه بإنشاء موقع بحث باسم live door وهو من أنجح مواقع البحث في اليابان حينها، ومن ثم حقق إنجازات مالية وعملية كثيرة، دعمته الحكومة اليابانية عن طريق إعلامها بهدف جعله قدوة للنشء الياباني، ومع الوقت وكثرة الإنجازات أخذت شخصيته بالتضخم، وبدأ بشراء أسهم شراكات يابانية على شفا الخسارة وإعادة الدعم لها وجعلها تربح، إلى أن اشترى شركة صغيرة خسرانة فعليا وصرح لوسائل الإعلام بأن الشركة ربحانة، وهذا ما اعتبرته الحكومة اليابانية تضليلا للمساهمين، فتم زجه بالسجن، ومنع من رئاسة أي شركة، كل هذا بعد أن كان (الموديل) للشباب الياباني، فلا أحد ينجو من العقوبة في اليابان حتى لو كان هوريمون.
تنقسم تنشئة الأطفال في أي مجتمع إلى تنشئة مقصودة ولا مقصودة، أما الأولى فيقصد بها كل ما يتم تعليمه للطفل بشكل مباشر ومقصود مثل العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وحتى اللغات وخلافه بهدف تطوير مهارات الطفل، والثانية يقصد بها الأعراف والعادات الاجتماعية التي يكتسبها الطفل من المجتمع بشكل غير مباشر، فاحتكاك الطفل مع أقرانه بالمدرسة ويتعلم منهم مصطلحات وأفعال سواء إيجابية أو سلبية هذا نوع من التنشئة غير المقصودة، وتعلم الطفل بشكل مباشر في مادة الرياضيات مثلا هذه تنشئة مقصودة.
أفضل طرق التعليم في وقتنا الحالي هي الطرق التي تعتمد على التنشئة المقصودة وتكون بإطار لا مقصودة، فيتم توجيه الأطفال للتنشئة الصحيحة بطرق غير مباشرة حتى لا يمل الأطفال لأن التنشئة المقصودة مثيرة للضجر، ومفعولها أقل من اللامقصودة.
أرادت السلطات اليابانية استخدام هوريمون للتنشئة المقصودة غير المباشرة، فجعلت منه أيقونة يقتدي بها النشء من خلال دعمها الإعلامي له، وعندما أخطأ كان مكانه السجن وهذا إن لم يكن متعمدا لكنه كان درسا أجمل للنشء الياباني يتعلم من خلاله أن المجتمع يدعمك عندما تبدع ويحاسبك عند الخطأ.