يبلغ العام الدراسي في اليابان 240 يوما، ولا توجد لديهم إجازات طويلة مثل إجازة الصيف عندنا من ثلاث الى أربعة أشهر، وفترة الدوام سبع ساعات، لكن غالبا لا يعود الطالب إلى المنزل بل يذهب إلى «الجوكو»، وهي مدرسة أخرى للتقوية، وهي مشابهة لما نسميه بـ «التقوية» لكنها بنفس مستوى المدرسة اليابانية العادية وأحيانا يزيد.
ولهذا السبب فإن الطالب الياباني عندما يتخرج من الثانوية تكون لديه حصيلة معلومات أكثر من نظيره الاميركي بثلاث إلى أربع سنوات حسب الدراسات، فما بالك لو قورن بنظرائه الكويتيين.
تهدف وزارة الثقافة اليابانية والمعلمين إلى رفع مستوى جميع الطلاب إلى مستوى مشترك common level، وذلك يتم عن طريق دمج الطلبة مع بعضهم، صاحب المستوى العالي مع المتوسط مع المتدني، حتى يجتهد البقية ويقتنعوا بأن صاحبه استطاع التفوق وهو أيضا يستطيع بالاجتهاد، بعكس المدارس لدينا التي تصنف الفصول على حسب مستوى الطلاب، وهذا اعتقد أنه تدمير نفسي للطلاب ذوي المستوى المتدني والمتوسط، ففصل الطلبة المتفوقين يحقق زيادة تفوق لهم ويدمر غيرهم، وهذا الفعل مفيد للمتفوقين ولكن مضر جدا للمجتمع لأن هذه الطريقة تنتج نسبة كبيرة من الطلبة المقتنعين بفشلهم، ومن باب أن مصلحة الجماعة أهم من مصلحة الفرد، تقوم المدارس اليابانية بدمج الطلبة المتفوقين مع الطلبة المتأخرين، وعندما ينتهي المتفوق من الحل يساعد المتأخر، ولذلك نادر جدا أن يرسب طالب في اليابان.
يتراوح أعداد الطلاب في الفصل من 40 الى 45 وهو عدد ضخم، مقارنة بالكويت والعالم عموما والمعلمة تكون فيه وحدها دون مساعدة لها، والفصل يكون خاليا من أي زينة أو رفاهية، مجرد طاولات وكراسي وخزائن للكتب، وهو على درجة عالية من النظافة دون كتابات على الجدران أو الكراسي، وذلك لأن الطالب يقوم بالتنظيف بنفسه.
اليوم الأول للطفل الياباني في الصف الأول الابتدائي مختلف عن كل أطفال العالم، فيبدأ التجهيز له قبلها بأشهر، فتجتمع إدارة المدرسة مع أولياء الأمور عدة اجتماعات يتم فيها تجهيز أولياء الأمور نفسيا على كيفية التعامل مع الطالب وتجهيز أبنائهم نفسيا لهذا اليوم المخيف بالنسبة للأطفال عادة، وفي اليوم الدراسي الأول يحضر الطالب مع والديه، ويتم احتفال خفيف وتعطي المدرسة بعض التعليمات أيضا لأولياء الأمور، يدخل الطلبة للفصل ويلعبون مع المدرسين ويتعرفون على زملائهم لفترة بسيطة ثم يعودون مع أولياء أمورهم، واليوم الثاني هو اليوم الأول الدراسي الفعلي، لا يتم تدريس الطالب نهائيا، وتقوم فيه المعلمة على تعويد الطالب أين يضع كتبه والأحذية وطريقة الأكل بالمدرسة والتعاون مع زملائه، وتكرر هذه العملية دون كلل أو ملل حتى يستوعبها الكل، والمرحلة الابتدائية باليابان يغلب عليها الطابع التربوي أكثر من التعليمي.