لو افترضنا أننا أخذنا أفضل مدرسة يابانية بمدرسيها ومناهجها ووضعناها في الكويت أو أي دولة عربية، لن تكون جودة المخرجات التعليمية نفس الجودة عندما تكون في اليابان، وقد تكون في وضع أسوأ من مدارسنا، وذلك لأسباب عديدة، أهمها أن التعليم في أي بلد متطور مصمم على أن يعالج المشاكل التعليمية الموجودة فيه، وأن الثقافة والعرف في المجتمع تختلف من دولة لأخرى، فالنظام التعليمي مرتبط بالمجتمع الذي يكون فيه وليس العكس.
لا يوجد حل تربوي أو تعليمي يصلح لجميع البيئات، فكل بيئة يجب أن تنتج حلولها الخاصة بها، ووزارة التعليم الكويتية جربت الكثير من الطرق المستوردة، فكانت النتيجة كما نشاهدها الآن، جودة التعليم حسب الإحصائيات العالمية من سيئ إلى أسوأ، لذلك حان الوقت للابتعاد عن المحسوبيات والواسطات داخل هيكل الوزارة وإسناد الأمر للمختصين ليجدوا حلولا تتناسب مع البيئة الكويتية.
مناهج وطرق التعليم وزارة التربية في الكويت، على طريقة من كل بستان زهرة، يأتي وزير فيأخذ طريقة من أميركا ويأتي آخر ويأخذ من اليابان، والوكلاء كذلك، فأصبح الوضع كما نسميه باللهجة الكويتية (قطية)، تخضع للمزاج أكثر من أي شيء آخر دون أي اعتبارات للمهنية وجودة المناهج والمخرجات.
وضع الأميركيون المنتصرون على اليابان في الحرب العالمية الثانية المناهج اليابانية وفق قيم وأفكار أميركية، رفض اليابانيون هذه الأفكار، وإن كانت جيدة، فهي لا تتماشى مع الطريقة والفكر الياباني في التعليم، وغيروا فيها ما استطاعوا، الغريب أننا دون احتلال نستورد هذه المناهج ونفتخر بذلك.
بالنهاية، لدينا الكميات الكافية من ذوي الاختصاص والموارد المالية التي تؤهلنا لوضع أفضل المناهج وطرق التربية، لكن المحسوبية والواسطة هدمت كل جميل، ووقفت بوجه كل مجتهد، وحالت دون تحقيق أي تطور وتقدم بالمستوى التعليمي، وقف هذا النهج فقط كفيل بتطوير التربية والتعليم في الكويت.