أفضل مدير في العالم سيفشل إذا كان فريق العمل لا يرغب في التعاون معه، لذلك تقوم الشركات بعمل مقابلة قبل أن توظف أي شخص، فقد يكون طالب الوظيفة متخرجا من أعرق الجامعات وحاصلا على عدة دورات، لكن قد يكون فاشلا في العمل كمجموعة، وهذا أحد الأسباب التي تقامت لأجلها المقابلات الوظيفية، والأسرة كوحدة إدارية تحتاج إلى مدير جيد لإدارتها، نسبة كبيرة من الشعوب تعطي الإدارة للرجل وبعضها تكون الإدارة بيد المرأة، ولأن الأسرة لا تستطيع أن تقوم بمقابلات لأولادها قبل الولادة، تقوم بتربيتهم تربية تتناسق مع نوع إدارتهم سواء كان بقصد أو من غير.
الهدف من وجود الحكومات هو إدارة الدولة، والحكومات مثل الأسرة لا تستطيع أن تقوم بمقالة شخصية للشعوب، ولكن تستطيع أن تبرمج الشعوب، لذلك قامت كل الدول المتطورة والتي في طور التطور بعمل إدارات حكومية ومراكز دراسات وبحوث في الطريقة السليمة لتحسين سلوك المجتمعات، بريطانيا مثلا لديها فريق الرؤى السلوكية وهي إدارة حكومية، وأميركا لديها ومكتب سياسات العلوم والتقنية وهما مختصان بدراسة سلوك المجتمع وتطويره.
قد يبدو أن تغيير سلوك المجتمع للأفضل بأنه أمر صعب أو مستحيل، لكن الواقع هو أسهل بكثير من المسمى، فهناك تغييرات بسيطة ممكن أن تغير شيئا كبيرا في المجتمع، على سبيل المثال قلت نسبة كبيرة من الحوادث في الهند لأن إدارات الطرق غيرت مسمى أحد الطرق من الطريق السريع بأن ألغت كلمة السريع، فتغير المفهوم لدى مرتادي الطريق وحفظت أرواحا كثيرة.
ريتشارد ثيلر الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد وضع نظرية التنبيه التي يقصد بها أن تقوم الجهات المسؤولة بحث الناس باتجاه مصالحهم دون أن يكون هناك إجبار على اختيار شيء معين، وهي طريقة أثبتت فعاليتها وجودة نتائجها، وإن كانت الطريقة قديمة لكن وضعها ريتشارد في إطارها العلمي ووضح كيفية استخدامها.
ما شهدناه خلال أزمة كورونا وآلية تعامل الحكومة مع المجتمع، كان واضحا أن هناك عدم فهم للسلوك العام للمجتمع، فيظهر مسؤول بالإعلام مثلا دون أن يرتدي كماما، وآخر دون أي تباعد جسدي، هي أفعال يتحمل مسؤوليتها من قام بها، لو كانت من شخص عادي لكن يراها المجتمع كأنها دعوة لعدم الاكتراث للفيروس القاتل، لذلك من الجميل أن تكون هناك إدارة مختصة بفهم سلوك المجتمع وآلية التعامل معه وتحسين هذا السلوك.