منذ أن قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، بزيارته التاريخية إلى الصين أوائل الشهر الماضي والتي من خلالها فتح سموه آفاقا جديدة للتعاون وزيادة حجم الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات لمشاريع مستقبلية عملاقة بالكويت والبدء باستثمار في الجزر الكويتية على سبيل المثال لا الحصر وذلك من خلال التوقيع والمشاركة في مبادرة «الحزام والطريق» والخاصة بإحياء طريق الحرير التاريخي ولكن برؤية مستقبلية جديدة والتي أطلقتها الصين عام 2013 حيث كانت الكويت أول دولة عربية توقع عليها.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أتتبع أخبار هذه الاتفاقيات الموقعة، ممنيا النفس برؤية ترجمة فعلية لهذه الاتفاقيات على أرض الواقع، ولم أجد أكثر من مجرد تصريحات كان أولها من مجلس الوزراء الموقر والذي كلف فيه اللجنة الوزارية للشؤون الاقتصادية باتخاذ الخطوات العملية والتدابير لإخراج الاتفاقيات إلى حيز التنفيذ الفعلي وتذليل الصعوبات وإصدار تقارير شهرية عن سير الأعمال ثم بعد ذلك توالت تصريحات بعض الوزراء كل فيما يخصه، وبعد ذلك (ناموا الناس) وكأنه من المفروض أن نقوم بإنعاشهم كل أسبوعين أو ثلاثة لإعطائنا فكرة عما تم اتخاذه من خطوات من خلال وسائل الإعلام تحقيقا للرؤية الحكيمة لصاحب السمو، حفظه الله، وترويج المشاريع العملاقة التي قد تستقطب مستثمرين من بلدان أخرى وإلى الآن لم أر أكثر من مقاطع فيديو تصلني بين الحين والآخر عن تصورات وأفلام فوتوشوب لا أجزم بصحتها لعدم صدورها من مصدر موثوق.
وأود أن أسأل: هل بدأت وزارة الخارجية بالخطوات العملية وبالتعاون مع وزارات الدولة المعنية بتفعيل الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول بين الكويت والصين؟
وسؤال موصول إلى الخطوط الجوية الكويتية: لماذا إلى الآن لم تفتح أو تعلن عن بدء دراسة فتح خط سير إلى إحدى المدن الصينية المهمة مثل غوانزو أو شانغهاي أو غيرها؟
وأسأل وزارة الصحة الكويتية: لماذا لم تبدأ أو حتى تعلن عن دراسة للاستفادة من الخبرات الصينية في مجال الطب سواء باستقدام الأطباء والممرضين أو حتى التقنيات المتوافرة بالصين لطرق العلاج لشتى الأمراض أو ابتعاث المرضى الكويتيين للصين للعلاج؟
وأجد نفسي مجبرا على أن أسأل وزارة التربية أو وزارة التعليم العالي أو جامعة الكويت: لماذا لم تبدأ فعليا أو تعلن عن بدء دراسة لإدراج تعليم اللغة الصينية والأدب الصيني في الجامعات أو المعاهد التابعة لها؟
وأود أن أسأل جميع الوزارات والهيئات ذات الصلة بالمشاريع المزمع إقامتها بالكويت: ما خطواتكم العملية وما تم فعله على أرض الواقع؟
أليست هذه الخطوات هي إجراءات عملية لتنفيذ رؤية صاحب السمو، حفظه الله؟
نحن لا نتكلم عن مشروع تقوم بتنفيذه شركة صينية ثم تذهب لحال سبيلها، نحن نتكلم عن شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.
أدام الله من فكر وابتكر للكويت، ولا أدام من نام ثم يجني ثمار غيره.