أجمع أكثر من خبير إداري على أن تعريف منصب وزير المالية هو الوزير المسؤول عن ميزانية الدولة واستقرار الوضع المالي بها وهو من أهم المناصب بتشكيل الحكومات.
وتعد تصريحات وزير المالية بمنزلة وثيقة اقتصادية كبيرة الأهمية لما قد تحتويه من معلومات وأرقام وتوجهات افتصادية مستقبلية وتحليل نمو الأسواق واتجاهاتها وتمكن متخذي القرار من الاستفادة منها.
ولا أظن أن الكويت تخرج بتعريفها لمهام وزير المالية خارج هذا الإطار بل إن وزير المالية الكويتي يحمل على عاتقه إرثا ضخما من المشكلات والعقبات التي لم يتم وضع حلول نهائية لها بالسابق.
ولعلي أثق بقدرات الوزير الحالي الأخ الدكتور نايف الحجرف لما لهذا الرجل من بصمات واضحة لا تخفى إلا على منكر للحق حيث تبوأ هيئة أسواق المال لثلاث سنوات ارتقت فيها بورصة الكويت إلى مصاف العالمية، هذه البصمات جاءت تطبيقا لقراراته الحاسمة والجريئة والتي ساهمت بتغيير جذري بمنظومة العمل السائدة آنذاك لتتواكب مع التقلبات الحديثة في أنظمة الأسواق العالمية وقوانينها.
ولقد تشرف الأخ د.نايف الحجرف مرة أخرى بنيل ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بتكليفه وزيرا للمالية ولم يكن غريبا على هذا المنصب إلا أنه جاء بوقت تحتاج فيه الكثير من القضايا الاقتصادية إلى حسم د.الحجرف كما عودنا بالسابق على الرغم من التعقيدات الجمة بها نظرا لدرايته الكبيرة وخبرته المتراكمة بهذه المجال.
ومن هذه القضايا الملحة التي تمس المواطنين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة قضية فرض الضرائب والتي بدأت بعض دول الخليج بتطبيقها وتخفيض عجز الموازنة ووقف نزيف الاحتياطي العام والذي هو أهم بند في أجندة الدكتور نايف الحجرف من خلال إيقاف الهدر بالإنفاق الحكومي المتواصل، وأنا أرى أن التصريح الأخير للوزير كان موفقا وبجدارة، حين ذكر خلال الأسبوع الفائت أن وزارة المالية ليست خزنة تفتح وتأخذ منها الجهات الحكومية ما تريد؟ ومتى أرادت؟ وكذلك وثيقة الإصلاح المالي الجديدة والتي أجد أن وزارة المالية باتت ملزمة بتقديم وثيقة جديدة عوضا عن وثيقة الإصلاح المقدمة عام 2016 والتي لاقت ما لاقت من معارضة شعبية وأنا على يقين أن وزير المالية سيأخذ بعين الاعتبار آراء جميع الأطراف المعنية لترى وثيقة إصلاح جديدة محكمة الجوانب النور ولن يكون غريبا على الدكتور نايف الحجرف والإخوة العاملين بوزارة المالية والهيئات التابعة لها حل هذه الأمور بتكثيف الجهود وتوفيق الخالق عز وجل.
كل هذه القضايا المفصلية وغيرها كإصدار قانون التعامل مع سوق الصكوك الإسلامية وكفاءة إدارة الدين العام وترشيد الدعوم وغيرها وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى خبرة د.الحجرف وثقة الشارع الكويتي بإمكانيات هذا الرجل والذي أسأل الله أن يعينه على تحمل هذه المسؤولية.
أدام الله من وظف جهوده وخبراته من أجل الكويت، ولا أدام من وظف معارفه ليضمن الولاء المطلق.