استمعت كحال أغلب من يسكن على هذه الأرض الطيبة، إلى النطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة الموقر، وكم حمدت الله أن حبانا بأمير يخاطبنا خطاب الأب لأبنائه قبل أن يكون خطاب مسؤول لرعيته، يخاطبنا خطاب المؤمن بالديموقراطية فكرا ونهجا ليصحح بها أوضاعا حادت عن هدفها، وممارسات وأطروحات سلبية وجدت لها طريقا عند بعض ممثلي الأمة ممن حادت بوصلتهم باتجاه مصالح شخصية أو انتخابية من خلال مشاريع يقصد بها دغدغة عواطف الناس أكثر من تقديم يد العون لهم، أو لتصريحات عنترية تصب في خانة تضييع الوقت والجهد والعمل وإبقاء الكويت في حالة من الجمود إن لم يكن إرجاعها إلى الوراء.
وكعادته لامس صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، همومنا وقلقنا من تغليب الأجندات الخاصة على مصلحة الكويت عند بعض النواب ضاربين بعرض الحائط عواقب الأدوات التي يستخدمها من مازال يعتقد أن من حقوق كرسي الأمة الذي يجلس عليه أن يبقى ويدوم، فتارة تراه يعزف نشازا على وتر الطائفية وتارة أخرى يروج ويساهم في كسر القوانين التنفيذية والقضائية لغاية في نفسه وتارة يعطل عجلة التنمية ويعرقل عمل المؤسسات التنفيذية ويبيح لنفسه التعسف باستخدام أدواته الدستورية التي أقرها الدستور والواجبة الاحترام لا إلى مزيد من الشفافية وتفعيل الرقابة المحمودة وإنما للتشفي والفجور بالخصومة حتى يكون له ما يريد وكأنه يقول أنا والطوفان من بعدي ولا يعي أن الطوفان يغرق الجميع بما فيهم كرسيه «اللي ميت عليه».
لقد أعلنها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بكلمة ملأ صداها الآفاق حين قال سموه إنه لن يسمح بأن يحيل مثل هؤلاء نعمة الديموقراطية التي نتفيأ بظلالها إلى نقمة تهدد الاستقرار، ونحن معك يا صاحب السمو يدا بيد، فلا والله لن نسكت عمن يقدم استجوابه لمصالحه ولا عمن يدغدغ عواطف الناس بمشاريع قوانين هي أقرب للسذاجة في باطنها ولا عمن يضع عصا في دولاب ارتقاء الكويت ونهضتها، ولن نسكت عمن تغافل عن إدراك خطورة الأوضاع المحيطة بنا والتي تستوجب تكاتفنا وحيطتنا وحذرنا.
قال الأولون: ان اللي ما يفهم من أول مرة «يبيد الحيل» ولازم ينعاد عليه الكلام مرتين وثلاثا، لكن بالأخير إذا ما فهم تراه يفهم بالدلة الكبيرة.
أدامك الله تاجا على رؤوسنا يا صاحب السمو ولا أدام من لا يرى من الأمر سوى مصلحته.